كشفت الدكتورة فهيمة عثمان أبو الهيجاء، مديرة السيرورة الاستراتيجية القطرية للشباب غير المؤطر في المجتمع العربي بمؤسسة الفنار، عن معطيات رسمية صادمة.
وأوضحت أن 42% من الشباب والشابات العرب في الفئة العمرية بين 18 و29 عامًا هم شباب غير مؤطرين، مقارنة بـ14% فقط في المجتمع اليهودي.
وأضافت في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن هذا الفارق الكبير يدفع إلى ضرورة التفكير الجدي في خطة استراتيجية شاملة لمعالجة هذه الظاهرة، التي لا تقتصر فقط على الطلاب المتسربين من المدارس، بل تشمل كل الشباب في المجتمع العربي.
ونوّهت إلى أن كثير من هؤلاء الشباب إما خارج الأطر تمامًا أو في أطر غير مناسبة لا تدعمهم ولا تعكس هويتهم أو احتياجاتهم.
وتوضح أن مصطلح "النيت" هو مصطلح عالمي، لكنه في المجتمع العربي يحمل أبعادًا أكثر تعقيدًا وتركيبًا، ما دفع مؤسسة الفنار لإجراء بحث معمق حول الشخصيات غير المؤطرة والعوائق التي تواجههم، والتي بلغت 142 عائقًا اقتصاديًا، اجتماعيًا، نفسيًا ومؤسساتيًا.
وأوضحت أن البرامج الحالية التي تستهدف هؤلاء الشباب غالبًا ما تكون حلولًا مؤقتة وصغيرة الحجم، ولا يوجد ترابط بينها، ما يؤدي إلى تشتت الجهود وعدم وصول الخدمات إلى جميع المستحقين.
ظاهرة مركبة
وتابعت: "الظاهرة مركبة جدًا وجذورها عميقة، ولهذا عملت مؤسسة الفنار على بناء سيرورة استراتيجية قطرية تتضمن خمسة برامج متكاملة تبدأ من المدرسة وتهدف إلى وضع كل شاب في إطار يتناسب مع احتياجاته وقدراته".
واستطردت: "غياب الأطر المناسبة له أثمان نفسية، اجتماعية واقتصادية باهظة، منها تفاقم الفقر، التوجه للعنف والجريمة، والانخراط في السوق السوداء، ووفق تقرير مراقب الدولة، فإن تكلفة هذه الظاهرة على الاقتصاد الإسرائيلي تصل إلى مليار شيكل سنويًا، ما يجعلها مشكلة اجتماعية تترجم إلى خسائر اقتصادية ضخمة".
وشددت على أن "اللوم لا يقع على الشباب أنفسهم، بل على غياب الدعم والمهارات والآليات التي يحتاجونها للاندماج في المجتمع وسوق العمل".
وأكدت على أن عمل المؤسسة لا يقتصر على الشاب نفسه، بل يمتد ليشمل كل دوائر التأثير المحيطة به، من الأسرة إلى المدرسة والمجتمع المحلي.