أقامت منظمة "آفاز" الحقوقية العالمية، فعالية تضامنية مؤثرة أمام مبنى البرلمان الألماني (البوندستاغ) في العاصمة برلين، تحت عنوان: "النظر في عيون أطفال غزة"، وجاء هذا النشاط في إطار حملة تهدف إلى تسليط الضوء على المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، وخاصة تلك التي تطال الأطفال.
وشهد المعرض وضع عشر صور كبيرة الحجم لأطفال من غزة في المنطقة الأمامية للبوندستاغ، إلى جانب لافتات تحمل عبارات لافتة مثل "إنهم مجرد أطفال" و"هل يمكننا أن ننظر في عيون أطفال غزة؟"، في محاولة لتحفيز الرأي العام الألماني وتحريك المواقف السياسية تجاه الأزمة.
رسالة مباشرة إلى البرلمان الألماني
مدير فرع منظمة "آفاز" في ألمانيا، كريستوف شوت، صرّح لوكالة "الأناضول" أن الهدف من الفعالية هو "نقل هشاشة وإنسانية أطفال غزة إلى قلب برلين"، مؤكداً أنهم يطرحون سؤالًا أخلاقيًا حاسمًا للحكومة الألمانية: هل يمكننا أن ننظر في عيون أطفال غزة ونواصل تزويد إسرائيل بالأسلحة؟
وأشار شوت إلى أن هذه الصور تمثل محاولة لربط الألم الإنساني بالقرار السياسي، مطالبًا بضرورة إعادة النظر في سياسة بلاده تجاه النزاع القائم، ووقف منح امتيازات اقتصادية دون ضوابط واضحة.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دعوة ألمانية للتغيير في السياسة الخارجية
الناشط الألماني شدد على أن بلاده "مطالبة ببذل المزيد" تجاه قضية غزة، موضحًا أن أطفال غزة لا يختلفون عن أطفال ألمانيا أو أوروبا أو إسرائيل، وأن الفارق الوحيد هو الواقع الصعب الذي يعيشه هؤلاء الأطفال تحت وطأة الأزمات المتتالية.
وأضاف: "يجب تغيير شيء ما، يجب تغيير العقلية، فانتقاد السياسات من بعيد لم يعد كافيًا"، داعيًا إلى أن تكون الخطوات القادمة أكثر واقعية وجذرية.
تضامن شعبي وتحفظ حكومي
بحسب تصريحات شوت، فإن غالبية الشعب الألماني تعارض استمرار توريد الأسلحة إلى إسرائيل، مشيرًا إلى أن الحكومة غالبًا ما تبرر مواقفها بالعلاقة التاريخية الخاصة التي تربطها بإسرائيل، لكنه أوضح أن "المسؤولية التاريخية يجب أن تعني حماية كل الأرواح المهددة، لا التحيز".
دعوة للإنصاف والسلام الإنساني
المعرض ليس مجرد تعبير رمزي، بل رسالة واضحة لحث المؤسسات الألمانية على اتخاذ موقف أكثر اتزانًا وإنسانية تجاه الأزمة المستمرة في غزة.
والفعالية تندرج ضمن سلسلة من التحركات الشعبية التي تطالب بوقف الدعم العسكري، وتعليق الامتيازات الاقتصادية، والضغط السياسي الفعلي لإيجاد هدنة شاملة تضع حدًا لمعاناة السكان.
وقال شوت في ختام حديثه: "توقعاتنا من الحكومة الألمانية واضحة: وقف تصدير الأسلحة، تعليق الامتيازات الاقتصادية، والعمل الجاد من أجل وقف إطلاق النار. أطفال غزة بحاجة إلى صوت عالمي يرفض الاستمرار في تجاهل معاناتهم."
طالع أيضًا: