اقتحم مجموعة من المستوطنين جميع آبار عين سامية، وألحقوا بها دمارًا كبيرًا أدى إلى انقطاع الاتصال والسيطرة على شبكة المياه بشكل كامل.
وأشارت المحافظة إلى أن هذه الآبار تعد المصدر الوحيد لتزويد عشرات القرى والتجمعات السكنية في المنطقة بالمياه، محذرة من أن اعتداءات المستوطنين باتت تتكرر وتتصاعد وتيرتها يومًا بعد يوم، رغم تقديم شكاوى رسمية لكافة الجهات المختصة.
ولمزيد من التفاصيل حول هذه الاعتداءات، كانت لنا مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، مع كريم جبران، مدير البحث الميداني في مركز بتسيلم، والذي قال إن ما يجري في الضفة الغربية، موجة تطهير عرقي ممنهجة ضد الفلسطينيين.
وأضاف: "ما يحدث تطهير عرقي من خلال تصاعد العنف اليومي الذي تمارسه مجموعات المستوطنين بدعم وتشجيع من المستوى السياسي الإسرائيلي".
وتابع: "الاعتداءات اليومية تشمل سرقة الأغنام وحرق الممتلكات، مما أدى إلى مضايقات اقتصادية شديدة للفلسطينيين، كما وصلت إلى القتل، كما حدث مؤخرًا في المزرعة الشرقية وكفر مالك، حيث تم قتل شبان فلسطينيين بوحشية، وهذه الجرائم تتم أحيانًا على يد المستوطنين وأحيانًا بتواطؤ الجيش الإسرائيلي، الذي يتدخل لقمع الفلسطينيين عند محاولتهم الدفاع عن أنفسهم، بينما لا يتعرض المستوطنون لأي عقاب".
وأوضح جبران أن الاعتداءات لم تعد تقتصر على مناطق محددة، بل امتدت من شمال الأغوار حتى جنوب الخليل، حيث تتعرض التجمعات البدوية والرعوية للتهجير القسري، مع تسجيل تهجير أكثر من أربعين تجمعًا بين تهجير كامل وجزئي، في ظل غياب أي حماية أو محاسبة من قبل السلطات الإسرائيلية.
وأضاف: "هذه السياسة تهدف إلى تهويد كامل للمنطقة وفرض واقع جديد على الأرض، بينما العقوبات الأوروبية والأمريكية ضد المستوطنين رمزية ولا تردعهم عن ارتكاب المزيد من الجرائم، والمواطن الفلسطيني اليوم بلا حماية ولا سند، وكل هذه الاعتداءات تجري تحت سمع وبصر الجيش والشرطة".
واختتم "جبران" حديثه بالتأكيد على أن الحل لا يكمن في معاقبة أفراد فقط، بل يجب مواجهة المشروع الاستيطاني ككل، وفرض إجراءات حقيقية ضد قادته، لأن استمرار هذه السياسات يهدد الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية بشكل كامل.
