أكد الناشط الحقوقي الدكتور مصطفى إبراهيم، أن الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 حوّل البحر إلى منطقة موت.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "إسرائيل فرضت عقوبات صارمة على الصيادين ومنعت الاستجمام بشكل كامل، إضافة إلى استهداف وقتل العديد من المواطنين الذين حاولوا السباحة أو الصيد".
وتابع: "إسرائيل دمرت معظم مراكب الصيد الكبيرة، ولم يعد يسمح إلا قوارب صغيرة بالدخول لمسافة 400 متر فقط، ما أدى إلى تراجع هائل في كميات الأسماك المصطادة وارتفاع أسعارها بشكل جنوني، في ظل المخاطرة الكبيرة التي يواجهها الصيادون بحياتهم".
وأشار إلى أن قطاع الصيد الذي كان يشغّل آلاف العائلات لم يبق منه إلا عدد قليل جداً من الصيادين، بينما أصبح البحر نفسه محاطاً بالخيام نتيجة نزوح مئات الآلاف من السكان الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.
تلوث شامل
واستطرد: "تدمير محطات معالجة الصرف الصحي ونقص الوقود أدى إلى ضخ مياه المجاري مباشرة في البحر، ما تسبب في تلوث خطير لمياه الشاطئ، وأصبح حتى السمك القليل الذي يتم اصطياده ملوثاً ويشكل خطراً على الصحة".
وأكد أن الشواطئ من خان يونس إلى رفح تحولت إلى مناطق مكتظة بالخيام، ولم يعد هناك مكان للاستجمام أو حتى للسباحة، بينما يضطر الناس إلى العيش في ظروف قاسية جداً على الرمال، وسط موجات من الحشرات والروائح الكريهة.
"الحصار البحري جزء من الإبادة"
وأوضح: "الحصار البحري جزء من سياسة الإبادة الجماعية والعقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل بحق سكان غزة، حيث يُستخدم التجويع والتلوث كأدوات حرب، في ظل غياب شبه تام للمساعدات الإنسانية وتدمير البنية التحتية الحيوية، كما وثقت تقارير أممية ومنظمات حقوقية في الأشهر الأخيرة".
واختتم حديثه قائلاً: "حتى البحر لم يعد ملاذاً آمناً، وما يصطاده الصيادون اليوم مرتفع الثمن لأنه ثمن حياتهم، وفي النهاية قد يكون ملوثاً وخطراً على الصحة."