أكد الصحفي اللبناني فارس أحمد أن لبنان يمرّ بمرحلة أمنية شديدة التعقيد، في ظلّ تصاعد الخروقات الإسرائيلية المستمرة وغياب ردّ فعلي رسمي يتناسب مع حجم الانتهاكات.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس: "الأوضاع الأمنية في البلاد هشة للغاية، وجميع الأجهزة الأمنية اللبنانية في حالة استنفار منذ أشهر، دون أن ينعكس ذلك فعليًا على الأرض، لا سيّما في الجنوب حيث تتكرر الاعتداءات الإسرائيلية بشكل شبه يومي".
أجهزة هواتف مشفرة
وأوضح أن الحديث المتداول حول أجهزة الهواتف المشفّرة التي تم ضبطها مؤخرًا لا يزال غامضًا، إذ لم يصدر أي تأكيد رسمي حول ما إذا كانت مرتبطة بالموساد الإسرائيلي أم أن الأمر يتعلق بأعطال تقنية، مؤكدًا أن الجدل الدائر يعكس هشاشة الوضع الأمني العام في الداخل اللبناني.
فارس أحمد: إسرائيل اخترقت اتفاق التهدئة 4500 مرة
وأضاف أن إسرائيل اخترقت اتفاق التهدئة الموقع في نوفمبر 2024 أكثر من 4500 مرة، ما أدى إلى سقوط مئات الضحايا والجرحى وتدمير بنى تحتية حيوية، إلا أن الردود اللبنانية الرسمية ظلت محدودة جدًا، تعتمد على الشجب والبيانات الدبلوماسية دون أي ضغط سياسي أو عسكري فعلي.
وانتقد ضعف الدور الأمريكي والفرنسي، اللذين يفترض أنهما ضامنان للاتفاق، مضيفًا: "الضمانات الغربية لم تعد ذات معنى، في ظل استمرار التواجد الإسرائيلي في سبع مناطق حدودية".
وأشار إلى أن الحكومة اللبنانية تبرّر ضعف أدائها بانشغالها بالأزمة الاقتصادية والتنموية، لكنها بذلك تتجاهل القضية الأهم وهي الأمن الوطني.
وأضاف أن الأصوات الشعبية والسياسية بدأت ترتفع ضد هذا النهج، محذّراً من أن استمرار الاعتداءات دون ردّ سيُدخل البلاد في مرحلة أكثر خطورة.
أوضاع النازحين
وفي ما يخص أوضاع النازحين من القرى الجنوبية، كشف أحمد أن معظمهم لم يتمكن من العودة إلى منازلهم، وأن من عاد فعل ذلك على نفقته الخاصة، بينما يعيش الباقون في بيروت ومدن أخرى.
وختم فارس أحمد قائلاً إن لبنان اليوم يقف على حافة الانفجار، في ظلّ تراكم الانهيار الأمني والسياسي والاقتصادي، داعيًا إلى تحرك حقيقي يضع الأمن في مقدمة أولويات الدولة اللبنانية.