كشف يوسف أبو جعفر، نائب رئيس بلدية رهط، عن تلقيه تهديدات مباشرة بالقتل عبر تطبيق "واتساب" بسبب عمله في البلدية، مؤكدًا أن هذه التهديدات ترتبط بمواقفه في قضايا التخطيط والهندسة والإدارة العامة داخل المجلس البلدي.
وقال أبو جعفر، في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، إن هذا التهديد هو الأول من نوعه الذي يصله بشكل شخصي ومباشر، ما يعكس خطورة الأوضاع والاحتقان الذي تعيشه المدينة في ظل تزايد عمليات العنف.
وأوضح أبو جعفر أنه يتابع ملفات الهندسة وبعض المسائل الإدارية، ويؤمن بضرورة العمل بشفافية وتغليب المصلحة العامة بعيدًا عن منطق العائلية والمحسوبية، وهو ما يزعج بعض الجهات، على حد قوله.
وأضاف:
"أنا أؤمن بأنه يجب تغيير الطريقة التي نُدار بها كبلدية، وأن تُدار ملفاتنا بشفافية تامة أمام أهلنا. لكن يبدو أن هناك من يتضرر من هذا المسار، ولا يناسبه هذا الخط المهني".
ورغم التهديدات، أكد يوسف أبو جعفر أنه سيواصل عمله بشكل اعتيادي، قائلًا: "اليوم عندي برنامج يومي حافل وسأكون في مكتبي كالمعتاد. نحن كمنتخبي جمهور، نعمل منذ الفجر إلى ساعات متأخرة من الليل لخدمة الناس".
وشدد على أن التهديد لن يرعبه ولن يثنيه عن أداء واجبه، موضحًا أنه يعرف الخلفية العامة للتهديد لكن لا يستطيع تحديد الفاعل، مخافة أن يكون الاتهام غير دقيق، مؤكدًا أن "الأمر الآن بيد الشرطة، وهي تحقق".
ووصف أبو جعفر وضع الأمن في رهط بأنه شبه معدوم، على خلفية تكرار حوادث إطلاق النار وتهديد المنتخبين، مشيرًا إلى أن رئيس البلدية الحالي، طلال القريناوي، كان قد تعرض للتهديد وما زال يتلقى حماية من الشرطة.
وعلّق قائلًا:
"للأسف، الشرطة لا تعمل شيئًا حقيقيًا حتى الآن. قلت لهم: أنا لا أثق بكم. لكننا مجبرون كرجال جمهور أن نستمر ونتفاعل مع أهلنا".
وأشار نائب رئيس البلدية إلى أن الأزمة الأمنية ليست حكرًا على رهط، بل جزء من أزمة أوسع يعيشها المجتمع العربي في الداخل، متسائلًا ما إذا كانت تصريحات الشرطة الأخيرة مجرد استعراض إعلامي أم توجه فعلي نحو التغيير.
وختم بالقول: "إذا أخذت الشرطة دورها بشكل جدي، فأنا متأكد أن مظاهر العنف ستتراجع بشكل كبير جدًا".