"ما أشبه السويداء بالمعمداني".. المشهد السوري: تخبُّط وانشقاق ونوايا خفية

Shutterstock

Shutterstock

قال الصحفي السوري حيدر مخلوف، إن السويداء تشهد عددًا كبيرًا من المجازر، وهي النتيجة المباشرة لاشتباكات عنيفة استمرت أكثر من تسعين ساعة، أسفرت عن مشاهد مأساوية لجثث الشهداء المتراكمة في مشفى السويداء الوطني.



وشبّه مخلوف، المشاهد الأخيرة، بأنها "ظروف تشبه ما حدث في غزة بمشفى المعمداني"، قائلا إن "الفاعل واحد إسرائيلي ولكن هذه المرة في سوريا وباتجاه دمشق".



وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الأيام الماضية شهدت تفاقم الأوضاع بشكل غير مسبوق، حيث نهبت البيوت، وأُحرقت مئات المنازل، وسُجلت مجازر متعددة؛ منها مجزرة دوار الباشا، ومجزرة بمضافة آل رضوان، ومجزرة أخرى وقعت بحق عائلة آل حيدر أثناء توغل القوات الحكومية بمساندة الأمن العام السوري.



::
::



وأوضح أن "الرواية الحكومية التي تتحدث عن وجود جثث لقوات وزارة الدفاع بين القتلى غير دقيقة، حيث تشير الوقائع الميدانية إلى أن الغالبية العظمى من الضحايا من المدنيين، وأرقام القتلى قاربت 380 شخصًا حسب ما وثقته المصادر المحلية".



تخبُّط واختلاف بين المشايخ والوجهاء



وأشار مخلوف إلى أن المشهد في السويداء يشوبه تخبط واختلاف بين كبار المشايخ ووجهاء الطائفة الدرزية، حيث ينقسم شيوخ العقل بين دعاة وقف القتال، ومطالبين بتحرير المدينة من سيطرة القوات الحكومية ووزارة الدفاع.



وأكد أن هذه الانقسامات الكبيرة بين بلعوث الذي وقف إلى جانب السلطة، وأبي المنا المعروف بدعواته لضبط النفس، والهجري ورجال الكرامة الذين قادوا الدفاع عن الأهالي، "أسهمت في شق الصف الدرزي وعمّقت حالة الفوضى، ما سمح بمحاولات إذكاء فتنة داخلية أو اقتتال درزي-درزي".



وأوضح أن العناصر الأجنبية التي دخلت السويداء بقيادة أحمد الشرع هي نفسها التي شاركت في معارك الساحل سابقًا، وهم عناصر غير سوريين على الإطلاق "يستغلهم النظام كورقة ضغط وعصا غليظة، ويصعب محاسبتهم ما دام النظام بحاجة إليهم، وهم مدربون تحديدًا على القتل وبث الخوف، وليس على ضبط الأمن"، وفقا لمخلوف.



مخلوف: التدخل الإسرائيلي ليس اهتماما بالدروز



وأضاف مخلوف أن التدخل الإسرائيلي في الجنوب السوري يخدم أهداف إسرائيل مباشرة، فهو ليس اهتمامًا بالدروز أو السكان المحليين كما تروج تل أبيب، بل لأن السيطرة على السويداء تتيح حصار درعا وعزل الجنوب السوري لمنع أي مقاومة مستقبلية وفتح الطريق حتى الحدود مع العراق عبر ممر داوود الإستراتيجي.



وتابع الصحفي السوري أن الاتفاق الأمني المقترح بشأن ضبط الأمن في السويداء حتى اللحظة لا يُنفّذ فعليا، ويقتصر على وعود بتفعيل الحواجز الأمنية بقيادة منتسبين دروز من وزارة الدفاع، وسحب الدبابات للثكنات تحت ذريعة تجنب استهداف الجيش الإسرائيلي، لكن كل ذلك لم يغير واقع الفوضى ووجود عناصر مسلحة ومتوسطة تسيطر على المشهد.



وأوضح أن "تثبيت الأمن لن يتحقق إلا بانسحاب كامل للعناصر الأجنبية من السويداء وتفعيل دور عقلاء ووجهاء المدينة"، كما أن الاتفاق يمهد لتسليم الأسلحة الفردية تدريجيًا وتشكيل غرفة تنسيق مشتركة لإدارة الفترة المقبلة.



وأكد أن "الخدمات شبه متوقفة في عموم المحافظة، فالكهرباء لا تتجاوز نصف ساعة يوميًا، والمياه شحيحة جدًا في ظل شح هذا العام، بينما الكادر الطبي والمعدات في المستشفيات الرئيسية شبه معدومة، ما يضع مشفى السويداء الوطني أمام خطر التوقف الكامل".



وختم مخلوف بالإشارة إلى أن الرقم الأخير للضحايا من المدنيين وصل إلى 380، معظمهم من أبناء السويداء، مع استمرار الغموض حول أعداد القتلى في صفوف الجيش والقوات الأجنبية المتواجدة، حيث يحظر على الصحفيين المستقلين توثيق الأرقام أو الميدان، فيما يغيب أي أمل بحل فعلي حتى اللحظة وتبقى المحافظة رهينة العنف والانقسام والتدخلات الخارجية.



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play