حذّر الرئيس السوري، أحمد الشرع، من خطورة المسار الذي اتخذته الأحداث الأخيرة في المحافظة، مشيراً إلى أن الاشتباكات العنيفة بين المجموعات كادت أن تخرج عن السيطرة لولا تدخل الدولة السورية لاحتواء الوضع وفرض التهدئة.
منعطف حرج يهدد النسيج الوطني
أكد الرئيس الشرع في كلمته أن ما شهدته السويداء خلال الأيام الماضية لا يمكن اعتباره مجرد اضطراب محلي، بل كشف عمّا وصفه بـ"طموحات انفصالية خطيرة" ظهرت لدى شخصيات لجأت إلى دعم خارجي بهدف خلق واقع سياسي خارج إطار الدولة السورية.
وقال الشرع: "هذه التوجهات لا تخدم مصلحة سوريا، ولا تعكس تطلعات الشعب نحو الاستقرار، بل تهدد وحدة البلاد وتفتح أبواباً لا تُحمد عقباها."
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تدخل الدولة في لحظة حرجة
وبحسب الرئيس، فإن تدخل الدولة السورية جاء في لحظة دقيقة للغاية، بعدما تدهورت الأوضاع الميدانية وارتفعت وتيرة الاشتباكات بين المجموعات المحلية، ما استدعى تحركاً سريعاً لاحتواء الموقف ومنع الانزلاق نحو فوضى أوسع.
وأشاد الشرع بتعاون القيادات الأمنية والمجتمعية في المحافظة التي ساهمت في تفعيل مبادرات التهدئة، تمهيداً لإعادة فتح قنوات الحوار ووقف دائرة التصعيد.
إشادة بالدور العربي والدولي
في سياق كلمته، ثمّن الرئيس السوري دور الولايات المتحدة والدول العربية التي شاركت في جهود التهدئة، واصفاً هذه التحركات بأنها "مسؤولة ومتزنة" وساهمت في تفادي توسع الأزمة.
وأضاف: "الحكمة الدولية كانت حاضرة، والحرص على وحدة سوريا جاء من عدة أطراف قدّرت خطورة الموقف في السويداء."
والتصريحات الأخيرة من الرئيس السوري تلقي الضوء على أبعاد الأزمة في السويداء، التي تجاوزت الطابع الأمني إلى احتمالات سياسية مقلقة.
وبين محاولات لزعزعة الاستقرار ومساعي حثيثة لتقريب وجهات النظر، يبقى صوت الحكمة، كما دعا إليه الشرع، هو الطريق الأمثل لعبور هذه المرحلة، ومع استمرار وقف إطلاق النار، يترقّب السوريون ما إذا كان الحوار سيفتح نافذة جديدة نحو التهدئة الدائمة.
طالع أيضًا:
الشرع يتهم إسرائيل بمحاولة زرع الفوضى ويكلف فصائل محلية بحفظ الأمن في السويداء