أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم السبت، أن انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني ستُجرى قبل نهاية العام الجاري، في خطوة تعتبرها القيادة الفلسطينية تمهيداً لتجديد الشرعية المؤسساتية وتعزيز المشاركة السياسية في المرحلة المقبلة، ويأتي الإعلان وسط متغيرات سياسية وميدانية تستدعي إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني.
دفع بالعملية الديمقراطية وتفعيل مؤسسات المنظمة
أكد الرئيس عباس، خلال كلمة ألقاها في مقر الرئاسة بمدينة رام الله، أن الانتخابات المقبلة تستهدف إعادة الحيوية إلى مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية، وتوسيع قاعدة المشاركة السياسية للفصائل والشخصيات الوطنية.
وقال: "إن المجلس الوطني هو الركيزة الأولى للنظام السياسي الفلسطيني، وتجديده هو واجب وطني لا يمكن تأجيله أكثر."
وأضاف أن التحضيرات اللوجستية والفنية بدأت فعلياً بالتنسيق مع لجنة الانتخابات المركزية، مشدداً على ضرورة إنجاح هذا الاستحقاق الوطني عبر تهيئة المناخات المناسبة سياسياً وأمنياً.
توافق فصائلي يُمهّد الطريق
وبحسب مصادر مطلعة، فإن الإعلان جاء بعد مشاورات جرت خلال الأسابيع الأخيرة بين الرئاسة وممثلي الفصائل الفلسطينية، وسط ترجيحات بأن تُفضي تلك المشاورات إلى مشاركة أوسع في الانتخابات، بما يشمل القوى الوطنية داخل الأراضي الفلسطينية وخارجها.
وأوضحت تلك المصادر أن الجهود تتركز حالياً على ضمان تمثيل فعّال لكافة مكونات الشعب الفلسطيني، بما في ذلك اللاجئون في الشتات، باعتبار المجلس الوطني مؤسسة جامعة ومرجعية سياسية عليا.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أهمية الحدث في السياق الإقليمي
يرى مراقبون أن إجراء انتخابات المجلس الوطني في هذا التوقيت يحمل دلالات سياسية هامة، خاصة في ظل التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية على الساحة الدولية، والحاجة إلى تجديد الموقف الوطني الموحد في مواجهة المتغيرات الإقليمية والدولية.
كما يعكس الإعلان رغبة القيادة الفلسطينية في تفعيل أدوات الشرعية السياسية ومخاطبة المجتمع الدولي بصوت جماعي يعكس إرادة الشعب الفلسطيني من خلال مؤسساته الرسمية.
والانتخابات المرتقبة للمجلس الوطني الفلسطيني تمثل فرصة تاريخية لإعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير على أسس ديمقراطية، وتعزيز وحدة الصف الوطني في ظل المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وبين التحديات والمأمول، يبقى إنجاح هذا الاستحقاق رهناً بتوافر الإرادة السياسية والمشاركة الشعبية الفاعلة.
طالع أيضًا: