ارتقى مواطنان لبنانيان، اليوم السبت، جراء غارتين إسرائيليتين منفصلتين استهدفتا منطقتين في جنوب لبنان، في تصعيد جديد يعكس استمرار خرق الجيش الإسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم منذ نوفمبر 2024.
وبحسب ما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام، فإن الغارة الأولى وقعت في مدينة الخيام جنوب لبنان، حيث استهدفت طائرة إسرائيلية شخصًا كان يجري أعمال صيانة على سطح منزله في منطقة "مطل الجبل"، ما أدى إلى ارتقائه على الفور.
ارتقاء مواطن في يحمر الشقيف
وفي غارة ثانية، استهدفت طائرة إسرائيلية دراجة نارية في بلدة يحمر الشقيف، ما أدى إلى سقوط ضحية ثانية لم تُكشف هويته رسميًا حتى الآن.
وادعى الجيش الإسرائيلي، في بيان رسمي، أن أحد الضحايا هو عنصر في وحدة "الرضوان" التابعة لحزب الله، وكان يعمل على إعادة تأهيل بنى تحتية عسكرية في الخيام، وفق زعمه.
إلا أن الروايات المحلية تنفي وجود أي نشاط عسكري في المناطق المستهدفة، مما يعزز فرضية الاستهداف العشوائي للمدنيين في سياق التصعيد الإسرائيلي المتواصل على الجنوب اللبناني.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تصعيد ممنهج وخرق للسيادة
هذه الغارات ليست استثناء، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانتهاكات المتواصلة للهدنة، فقبل أيام، وتحديدًا الخميس الماضي، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتقاء أربعة مدنيين وإصابة آخرين في غارات استهدفت بلدات قبريخا والكفور والناقورة.
وذكرت الوزارة أن الغارة على قبريخا أسفرت عن ارتقاء شخص وزوجته، في حين قُتل في الكفور مسؤول في القوة البحرية التابعة لوحدة "الرضوان" بحزب الله، كما استُهدف عنصر آخر كان يحاول تأهيل بنية تحتية في منطقة الناقورة، بحسب بيان الجيش الإسرائيلي.
استهداف سيارة في تول الكفور
وفي تطور جديد، استهدفت طائرة إسرائيلية مسيّرة صباح السبت سيارة من طراز “رابيد” في منطقة تول – الكفور، ما أدى إلى اشتعال النيران فيها وارتقاء شخص واحد على الأقل.
وقالت الوكالة الوطنية إن الصاروخ أُطلق حوالي الساعة العاشرة والربع صباحًا، مشيرة إلى أن فرق الدفاع المدني هرعت إلى الموقع وسط تحليق مكثف للطيران الإسرائيلي في أجواء حاروف وزبدين، مما أثار حالة من الهلع بين السكان المحليين.
ارتفاع حصيلة الضحايا في لبنان
ومنذ اندلاع الحرب المفتوحة على لبنان في أكتوبر 2023، والتي تصاعدت بشكل حاد في سبتمبر 2024، تجاوز عدد الضحايا اللبنانيين 4 آلاف، فيما أصيب أكثر من 17 ألفًا، إلى جانب تدمير واسع في البنية التحتية، ونزوح عشرات الآلاف من السكان عن منازلهم.
وعلى الرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، إلا أن إسرائيل واصلت خرق الاتفاق، حيث سُجّل حتى الآن آلاف الانتهاكات، أسفرت عن ارتقاء ما لا يقل عن 217 شخصًا وإصابة 508 آخرين، وفق إحصائيات لبنانية رسمية.
مخاوف من تفجر الأوضاع جنوب لبنان
وتُعد الغارات الأخيرة على الخيام ويحمر الشقيف تصعيدًا جديدًا، يُعيد إلى الواجهة المخاوف من تفجر الوضع في جنوب لبنان بشكل أوسع.
ويرى مراقبون أن هذا النمط من الاستهداف، الذي يخلط بين أهداف مدنية وعسكرية مزعومة، يكشف عن نية إسرائيلية ممنهجة لإطالة أمد التوتر، واستنزاف البيئة المدنية في الجنوب اللبناني.
وتجددت الدعوات اللبنانية إلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة من أجل التدخل العاجل لوضع حد للانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، وضمان الالتزام بالهدنة الإنسانية التي تتعرض لتقويض مستمر منذ توقيعها.
اقرأ أيضا