كشف البروفيسور سلمان زرقا، مدير المركز الطبي "زيف" في صفد، عن حجم وخطورة الأزمة الطبية والإنسانية التي تعيشها السويداء جنوب سوريا، حيث تبعد المنطقة المتضررة حوالي 80 كيلومترًا عن الحدود الإسرائيلية، وتواجه نقصًا حادًا في المعدات والأدوية الحيوية.
وأضاف، في مداخلة هاتفية على إذاعة الشمس: "المستشفى الوطني في السويداء تعرّض لدمار كبير وجريمة قتل عشوائية ارتكبها إرهابيون، ما أدى إلى عجز شبه كامل في الرعاية الصحية مع تكدس الجثث ونفاد الأدوية، لا سيما محاليل الإنعاش وسوائل غسيل الكلى".
وتابع: "وزارة الصحة قررت إرسال معدات وأدوية عبر مروحيات عسكرية بسبب إغلاق المعابر البرية ورفض الأردن فتح معبره الإنساني حتى الآن".
وأكد زرقا أن المساعدات التي وصلت مؤخرًا تقتصر على حاجات طوارئ مثل علاج الجرحى والمصابين وبعض المصابين بأمراض مزمنة، لكنها لا تكفي حجم الكارثة، خصوصًا في ظل انقطاع الكهرباء ونقص الوقود، ما يصعّب حفظ الأدوية وتوزيعها.
"هدفنا إنقاذ الأرواح"
وشدد على الحاجة الملحة لفتح ممر إنساني بري عبر الأردن لإدخال أدوية وغذاء وطحين، موضحًا أن التواصل مع الحكومة الأردنية لم يثمر حتى الآن عن نتيجة إيجابية.
وأضاف: "نكرر مناشدتنا للملك الأردني للسماح بعبور المواد الطبية والإنسانية، هدفنا فقط إنقاذ الأرواح".
وأشار البروفيسور زرقا إلى غياب الكوادر الطبية جراء الهجمات الأخيرة، موضحًا أن فرق المستشفيات ستعمل بما هو متوفر من إمكانيات، كما أبدى استعداد مبادرات إسرائيلية لاستقبال الجرحى الذين يستطيعون الوصول للحدود، حيث استُقبل بالفعل عشرات الحالات لتلقي العلاج في مستشفيات الشمال.
و أوضح: "الخطة تتيح إدخال الجرحى إلى المستشفيات الإسرائيلية إذا وصلوا بشكل فردي عبر الحدود، لكن الأهم يبقى إيصال الأدوية والمعدات مباشرة إلى قلب السويداء لتلبية حاجات الآلاف من المحتاجين هناك".