قالت المحامية راوية حندقلو، مديرة غرفة الطوارئ لمواجهة الجريمة والعنف في اللجنة القطرية لرؤساء المجالس المحلية، إن مشهد العنف في المجتمع العربي بات أكثر دموية وبشاعة.
وأشارت في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، إلى أن نحو 70% من ضحايا القتل هذا العام هم من الشباب، فيما سُجّل ارتفاع في حالات القتل المزدوجة وصلت لنحو 24%، مع تصاعد في استخدام تفجير السيارات كأداة للجريمة بنسبة 3%.
أضافت: "عدد الضحايا في المجتمع العربي وصل إلى 150 قتيلًا لهذا العام، من بينهم ثمانية قتلوا على يد الشرطة، محذرة من التعامل مع الأمر وكأنه مجرد أرقام، فكل ضحية تستحق الذكر والتوثيق".
أهمية توثيق حالات العنف
كما تطرقت "حندقلو" إلى أهمية توثيق كل الحالات، بما في ذلك من لقوا مصرعهم في حوادث إطلاق نار من قبل الشرطة، موضحة أن بعض الضحايا كانوا أبرياء أو تواجدوا في أماكن عامة وتمت إصابتهم بشكل عشوائي.
وشددت على أن "كل حالة قتل ضمن واقع الجريمة والعنف يجب إدراجها في المعدلات والإحصاءات بغض النظر عن خلفيتها"، رافضة منطق تولي الشرطة دور الحاكم والجلاد، مشيرة إلى أن "سياسات التعامل الأمني والتشريعات الجديدة لا تقدم حلًا بل تكرس واقع السيطرة على المجتمع العربي بدل حمايته".
85% من الجرائم بلا حساب
انتقدت حندقلو السياسات الرسمية، مشيرة إلى أن معدل حل قضايا القتل لا يتجاوز 15%، بينما 85% من الجرائم تبقى بلا كشف أو محاسبة.
ونوّهت إلى أن المجتمع يعيش تحت ضغط من عصابات الجريمة التي ملأت فراغ مؤسسات الدولة وتقاعسها، وأضافت: "نحن اليوم كأقلية فلسطينية في الداخل نعيش قمعًا سياسيًا إلى جانب الرعب اليومي بسبب تحكم المنظمات الإجرامية".
واختتمت حندقلو برسالة واضحة: "الأزمة الحقيقية تكمن في السياسات التمييزية وتمدد عصابات الجريمة، والحلول المطروحة اليوم أشبه بمحاولة فرض السيطرة لا إنهاء الجريمة".