أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الناشطة الفلسطينية-الأمريكية، هويدة عرّاف، بعد توقيفها خلال اعتراض سفينة حنظلة في المياه الدولية، ضمن جهود كسر الحصار عن غزة.
ورفضت عرّاف التوقيع على أي التزام بعدم المشاركة مستقبلاً في هذه الفعاليات، وتوجهت مباشرة إلى يافا حيث شاركت بوقفة تضامن مع المضربين عن الطعام.
ولتفاصيل أوسع حول هذا الموضوع، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع الناشطة هويدة عراف، والتي كشفت في البداية عن تفاصيل مشاركتها في محاولة كسر الحصار المفروض على غزة، والتي انطلقت من إيطاليا عبر البحر في رحلة بحرية استمرت سبعة أيام.
وأوضحت عرّاف أنهم لم يتفاجأوا برد الفعل الإسرائيلي، إذ كانوا يدركون جيدًا طبيعة التضييق والضغط المستمر منذ سبعة عشر عامًا، ورغم ذلك صمموا مع فريقهم على إيصال المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن السفينة كانت تحمل، إلى جانب النشطاء، شحنات إنسانية ضرورية مثل حليب الأطفال لسكان غزة المحاصرين.
عرّاف شددت على أن إسرائيل لم تبلّغهم رسميًا بأي تحذير قبل محاصرتهم، ولم يتم التواصل مع السفينة إلا بعد أكثر من ساعة من محاولات الاتصال من طرفهم عبر اللاسلكي، حيث جاءت عبارة واحدة تبرر الإجراءات الإسرائيلية بوجود "منطقة مغلقة عسكريًا" و"حصار قانوني"، وهو ما اعتبرته عرّاف ذريعة تستخدمها إسرائيل لتبرير التجويع وحرمان المدنيين من المساعدات الأساسية.
وأكدت أن القوات الإسرائيلية اقتحمت السفينة بوحدة كوماندوز بحرية بعد تطويقها بعدد كبير من السفن، وعند الاقتحام بدأوا بعزل الطاقم وقطع الاتصالات والإنترنت، ليجد النشطاء أنفسهم أمام استعراض أمني، يحاول أن يبدو "لطيفًا" أمام وسائل الإعلام الدولية بينما في الجوهر يُبقي أطفال غزة بلا غذاء ودواء.
وأوضحت عرّاف أن السلطات الإسرائيلية حاولت أن تفرض عليهم توقيع تعهدات تدينهم بمحاولة "دخول إسرائيل بشكل غير قانوني"، رغم أنهم كانوا متوجهين إلى غزة وليس إلى "إسرائيل"، ورفض جميع النشطاء التوقيع، متمسكين بموقفهم بأن الحصار إجراء غير شرعي ومخالف للقانون الدولي، وأنهم مدنيون لا يهددون أمن أحد.
وأكدت أنها تمت معاملتها بشكل مختلف كونها تحمل هوية 48، إذ أُطلق سراحها بينما يواجه باقي فريق القافلة خطر الترحيل وعقد جلسات محاكمة، وسط غياب العدالة الحقيقية في المحاكم الإسرائيلية، بحسب تعبيرها.
وانتقدت عرّاف التواطؤ الدولي، مؤكدة أن التضامن الشعبي والحراك المدنيّ يظل حيويًا، لكنه لم يغير في مواقف الحكومات ولا في مسار السياسات الدولية المتواطئة مع إسرائيل.
ووصفت ما يحصل بأنه محاولة خطيرة لطمس فكرة القانون الدولي لصالح منطق السلاح والقوة، وأضافت: "نحن نرفض التسليم بعالم تهيمن عليه القوة بلا عدالة أو حماية للمدنيين".
وختمت عرّاف بأنهم سيواصلون المحاولات لكسر الحصار، وأرسلت رسالة واضحة بأن حركة التضامن الإنساني والحقوقي لن تتوقف عند فشل محاولة أو منع قافلة، بل ستستمر حتى يصل صوت غزة وكل فلسطيني مظلوم إلى العالم.