يواجه المواطن هيثم دراوشة وعائلته، من عرابة، خطر الهدم بحجة البناء غير المرخص، لمنزلهم في منطقة رقم خمسة داخل بلدة عرابة، في ظل إجراءات مشددة وحالة من الترقب بين السكان بعد فشل محاولات التأجيل أو التجميد من قبل.
ويقول دراوشة، في مداخلة لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، إن الأسرة قدمت طلباً عاجلاً عبر محاميهم لإرجاء أو تأجيل تنفيذ أمر الهدم، وإنهم يترقبون الرد بقلق، مشدداً على أن حالة التوتر لم تقتصر عليه، بل امتدت إلى العشرات من أهالي البلدة الذين قضوا الليل في المنزل تضامناً معه.
يصف هيثم وضع البيت قائلاً إنه بمساحة 340 مترًا مربعًا ويضم شقيقين اثنين، كل منهما يسكن جزءاً من المنزل منذ بنائه الذي بدأ قبل أربع سنوات على أرض خاصة داخل الخط الأزرق، وفي منطقة من المفترض رسمياً أن تدخل قريباً حدود البناء والتطوير التنظيمي بحسب وعود البلدية الحالية والسابقة، غير أن البطء والإهمال حالا دون حل القضية.
ويقول: "واجب أقسام الهندسة أن تخدم الأهالي لكنهم يتعاملون وكأنهم يدافعون فقط عن البلدية".
ويرى أن مسؤولية كبيرة تقع على عاتق البلدية بسبب عدم دفعها لخارطة المنطقة وإدخالها لخطط الإعمار بالوقت الملائم، واضعاً اللوم على تقصير الإدارات المتعاقبة في عرابة، مضيفًا: "هناك بلدات كثيرة ورؤساء بلديات غير مطلعين على تفاصيل المناطق المهددة ولا على واقع الناس الفعلي".
ويشير هيثم بألم إلى ظروف الحياة في المنطقة قائلاً إن البيت يفتقر إلى الكهرباء ومياه الشرب الجيدة، حتى الشارع المؤدي إليه ما زال ترابياً منذ أكثر من قرن، ما يزيد شعور العائلة بالمرارة والعزلة "ابني له ولد بعمر سنة، ويعيشون جميعاً بلا أبسط الخدمات الأساسية".
ويذكر أن المسار القضائي مرير ومعقد؛ إذ وقعت عليه غرامات مالية بقيمة 300 ألف شيكل خلال سنوات المحاكم وصراع الدعم القانوني مع البلدية، قائلاً: "أولادي سيضطرون للعمل سنوات فقط لسداد غرامات التنظيم".
ينتقد هيثم بشدة تقاعس المجتمع المحلي والبلدية في مساندة قضية البيوت غير المرخصة، قائلاً: "أنا أرفع صوتي باسم الجميع، فرؤساء البلديات مقصرون ويجب أن يتحملوا مسؤوليتهم تجاه أزمة الهدم والترخيص"، مضيفًا بأن هناك العشرات من البيوت في نفس المنطقة تواجه نفس المصير "لدينا 36 بيتاً مهددًا بالهدم في هذه المنطقة وحدها، وقضيتنا ليست فردية".
أما عن التضامن، فيشير دراوشة إلى وقوف الجيران والأقارب معه بشكل كبير، حيث بات عدد من الشباب في المنزل تضامناً مع عائلته، رغم أنه لم يدعُ إلى حملات أو فعاليات أو حتى دعوة عبر المساجد، لكنه يرى في الدعم الشعبي بارقة أمل لمواجهة الإجراءات الظالمة.
وعبّر المواطن المهدد بهدم منزله، عن أمله في أن توافق المحكمة على طلب التأجيل أو المهلة لإنقاذ البيت قائلاً: "صرختي اليوم باسم كل عائلات البلدة، نريد بيتًا يأوينا وحياة كريمة دون روتين أو إهمال يقتل مستقبل شبابنا".