أكد الدكتور عنان وهبي، المحلل السياسي والاستراتيجي، أن المنطقة الجنوبية من سوريا تشهد حالة من التوتر الحذر الشديد، رغم الحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت حتى مطلع أغسطس.
وأشار في مداخلة هاتفية في برنامج "أول خبر"، عبر إذاعة الشمس، إلى استمرار إدخال عناصر إرهابية من تنظيم داعش إلى المنطقة دون وضوح الجهات التي تقف خلفهم في دمشق.
وأضاف: "هناك توافقات بين بعض أبناء القبائل ومجموعات الأمن العام وداعش، بهدف كسر صمود السويداء لكن هذه المحاولات باءت بالفشل حتى الآن رغم ارتكاب مجازر عرقية موثقة، سيتحدث عنها التاريخ، وهذا شيء خطير وإذا اجتاح هذا النوع من الإرهاب الشرق، فهذه بشرى غير سارة لكل المنطقة".
وتطرق "وهبي" إلى العلاقات القديمة بين زعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، وإسرائيل، مؤكدًا أن الجولاني حصل على علاج طبي بمستشفى صفد الإسرائيلي عندما كان متمركزًا في منطقة الجولان.
كما أكد الدكتور وهبي وجود مساعٍ دولية وغربية، خاصة بوساطة فرنسية، أدت مؤخرًا إلى اتفاق بين إسرائيل وسوريا انعكس على الميدان بفرض شروط حتى على الحكومة السورية، ورغم ذلك لا توجد بوادر لحل نهائي على الأرض، وما زالت المكونات المحلية أمام تصعيد محتمل.
وانتقد "وهبي" الدور الأمريكي وبعض الأطراف الإقليمية، خاصة تركيا وقطر، التي وصفها بأنها تدعم خطاب التضليل حول شخصية الجولاني.
كما لفت إلى أن حالة التجييش العشائري في الجنوب لم تشمل مشايخ العشائر الأصليين، بل اقتصرت على مجموعات صغيرة معروفة سابقًا بتعاملها مع إيران في تجارة السلاح والمخدرات.
مطلب السويداء
وشدد الدكتور وهبي على أن السويداء تعمل للدفاع عن نفسها ضد أعمال الخطف والسرقة والنهب التي تمارسها تلك الفصائل، مشيرًا إلى أن هذه الجرائم موثقة وستكون محط تحقيقات قضائية لاحقًا.
واختتم بالقول إن مطلب السويداء الأساسي كان وما يزال شراكة حقيقية في دولة مدنية تحتضن جميع الأقليات، محذرًا من استمرار تطرف الفكر الديني في دمشق، ومؤكدًا أن النظام في شكله الحالي لن يدوم طويلاً.