عرابة تدفع ثمن الانفلات الأمني.. د.أحمد نصار: نكبتنا مضاعفة بين تقصير الدولة وتقصيرنا

shutterstock

shutterstock

أعلنت الطواقم الطبية مساء الخميس عن وفاة السيدة المسنّة لطيفة نايف نعامنة شاهين، البالغة من العمر 88 عامًا، متأثرة بجراحها إثر تعرضها لإطلاق نار في مدينة عرابة بمنطقة البطوف داخل أراضي الـ48.



::
::



وحاول الطاقم الطبي تقديم عمليات إنعاش متقدمة لها، قبل أن تُنقل إلى مستشفى بوريا، حيث أُعلن عن وفاتها بعد فشل محاولات إنقاذ حياتها.



كانت السيدة لطيفة تتواجد في ساحة منزلها عندما أصيبت برصاصة خلال إطلاق نار استهدف سيارات مركونة في أحد شوارع المدينة، وفقًا لما أفادت به الشرطة، في حين أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الضحية لم تكن مستهدفة، بل وقعت ضحية عرضية في مشهد عنف متكرر بات يهدد حياة المدنيين الأبرياء.



ولمزيد من التفاصيل حول الجريمة، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع د. أحمد نصار، رئيس بلدية عرابة، الذي أكد أن البلدة تعيش واقعًا صعبًا جراء تصاعد ظاهرة العنف وانتشار الجريمة، محذرًا من خطورة التدهور الأمني الذي وصل إلى استهداف كبار السن الأبرياء.



وأوضح نصار أن المعلومات المتوفرة تفيد بأن حادثة إطلاق النار لم تكن موجهة لشخص أو هدف بعينه، بل كانت عملية عشوائية، حيث قال: "عملية إطلاق النار جرت بشكل عشوائي، أُطلقت النيرانُ بكثافة في كل الاتجاهات دون وجود هدف واضح، لتطال الرصاصات امرأة في الثامنة والثمانين من عمرها كانت تجلس بمكانها المعتاد، فأردتها شهيدة".



وأشار رئيس بلدية عرابة إلى أن هذه الجريمة تمثل تصعيدًا خطيرًا في مستوى الجريمة، إذ بات حتى المسنون وكبار السن غير آمنين، ما يعكس حجم الانفلات الأمني والإهمال المستمر من قبل الجهات المسؤولة.



غياب الرقابة وانتشار السلاح غير المرخص



وأضاف: "هذا مؤشر خطير يُظهر أنه لا أحد بأمان في مجتمعنا، لا الكبير ولا الصغير"، وانتقد نصار أداء الشرطة والجهات الأمنية واتهمها بعدم التعامل الجاد والمهني مع ظاهرة العنف، معتبرا أن غياب الرقابة الفعالة وانتشار السلاح غير المرخص سمح بوقوع مثل هذه الجرائم.



وقال: "وصلنا لمرحلة أن حتى كبار السن أصبحوا غير آمنين، ندين بشدة كل ما يحدث ونطالب الشرطة والحكومة باتخاذ قرارات جريئة وواضحة لمعالجة هذا الوضع غير المقبول".



نصار ينتقد أداء اللجنة القطرية للرؤساء العرب



تطرّق نصار إلى مسؤولية السلطات، مؤكدًا أن الدولة بتمريرها للسياسة الحالية تترك المجتمع العربي فريسة للفوضى، كما وجه نقدًا ذاتيًا للجنة القطرية للرؤساء العرب قائلاً: "نكبتنا مضاعفة، فالدولة تركتنا ساحة مفتوحة أمام العابثين، ونحن أيضًا لم نأخذ مسؤولياتنا كما يجب".



ولفت إلى سلسلة الوقفات الاحتجاجية التي نظمت مؤخرًا أمام مكاتب حكومية احتجاجًا على تقصير السلطات، مبينًا: "تم التعامل مع تحركاتنا باستخفاف، ولم تؤتِ ثمارًا فعلية بسبب إهمال وتردد في اتخاذ الخطوات اللازمة".



وركز نصار على ضرورة توحيد صف المجتمع العربي واستثمار وجوده في مواقع صنع القرار داخل مؤسسات الدولة قائلاً: "لدينا إمكانيات كبيرة، لو أحسنّا توظيفها لاستطعنا التأثير، لكننا نفتقر لوحدة الحال".



وانتقد ضعف تحمل المسؤولية الجماعية، مضيفًا: "علينا أن نكون أكثر جرأة ونُحسن إدارة الإمكانيات لمواجهة التحديات الخطيرة".



وجود قوات شرطة ليس كافيا لمنع الجريمة



وعن الوضع الأمني في عرابة تحديدًا، أوضح نصار أن البلدة فيها مركز شرطة ودوريات ثابتة منذ أكثر من عشر سنوات، لكنه شدد أن وجود القوات وحده ليس كافيًا، وقال: "هذا ليس حلًا، الحل الحقيقي بتغيير السياسات ومواجهة مصدر السلاح غير الشرعي، وتعزيز العمل الشعبي للوصول لمجتمع آمن".



يتم الاستخدام المواد وفقًا للمادة 27 أ من قانون حقوق التأليف والنشر 2007، وإن كنت تعتقد أنه تم انتهاك حقك، بصفتك مالكًا لهذه الحقوق في المواد التي تظهر على الموقع، فيمكنك التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: info@ashams.com والطلب بالتوقف عن استخدام المواد، مع ذكر اسمك الكامل ورقم هاتفك وإرفاق تصوير للشاشة ورابط للصفحة ذات الصلة على موقع الشمس. وشكرًا!

phone Icon

احصل على تطبيق اذاعة الشمس وكن على
إطلاع دائم بالأخبار أولاً بأول

Download on the App Store Get it on Google Play