تطالب جمعية "سيكوي - أفق" بتحويل كامل الميزانيات المقررة في القرار الحكومي رقم 550 لصالح تحسين البنية التحتية والمواصلات العامة في البلدات العربية، وذلك في أعقاب ارتفاع قياسي بنسبة 62% في عدد ضحايا حوادث الطرق من المجتمع العربي خلال عام 2024 مقارنة بالعام السابق.
أرقام مأساوية تكشف فجوة في السلامة المرورية
خلال مشاركتها في جلسة لجنة الاقتصاد البرلمانية، عرضت الجمعية معطيات صادمة تشير إلى أن عدد الضحايا من المجتمع العربي بلغ 159 شخصًا في عام 2024، مقارنة بـ98 ضحية في عام 2023.
وأوضحت أن هذه الزيادة الحادة تعكس أزمة متفاقمة في السلامة المرورية، خصوصًا في ظل ضعف البنية التحتية للطرق في البلدات العربية.
وبحسب تقرير صادر عن مراقب الدولة في أيار 2024، فإن المواطنين العرب يشكلون نحو 30% من ضحايا حوادث الطرق خلال العقد الأخير، رغم أن نسبتهم من إجمالي السكان لا تتجاوز 20%، ما يعني أن معدل الوفيات بينهم يفوق تمثيلهم السكاني بمرة ونصف.
بنية تحتية مهملة ومواصلات عامة غير كافية
روعي باراك، مدير مشروع المواصلات العامة في الجمعية، أكد أن "لحوادث الطرق عوامل متعددة، من بينها مستوى البنية التحتية للطرق؛ فالبنية التحتية في البلدات العربية تعاني من نقص التطوير نتيجة الإهمال لعقود، مما يجعل الطرق أكثر خطورةً عند وقوع الحوادث".
وأضاف أن ضعف خدمات النقل العام أدى إلى زيادة الاعتماد على المركبات الخاصة بمعدل 1.8 مرة منذ عام 2008، وفقًا
لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
ميزانيات غير منفذة وخطط متوقفة
رغم تخصيص موارد مالية كبيرة ضمن القرار الحكومي 550 لتحسين البنية التحتية وخدمات النقل، إلا أن الجمعية أشارت إلى أن الميزانيات لم تُحوّل بشكل كامل، وتوقفت تمامًا في بعض الحالات.
كما أن خطة البنية التحتية التي أُقرت عام 2020 بحجم 20 مليار شيكل لتنفيذ 448 مشروعًا حتى عام 2030، لم يُنفذ منها سوى 15% فقط حتى الآن.
ورقة موقف وتوصيات عملية
قدّمت "سيكوي - أفق" ورقة موقف شاملة للجنة الاقتصاد، تضمنت توصيات عملية لمعالجة الأزمة، من بينها تحويل الميزانية الإضافية من وزارة المالية لخدمات النقل العام لعامي 2024 و2025، وتخصيص ميزانية عاجلة لتنفيذ مشاريع البنية التحتية المتوقفة.
بيان ختامي: "الوقت لا ينتظر"
"الأرقام المأساوية ليست مجرد إحصائيات، بل أرواح تُزهق نتيجة الإهمال والتأخير في تنفيذ الخطط. يجب أن تتحول الميزانيات المقررة إلى مشاريع فعلية على الأرض، فالوقت لا ينتظر والمجتمع العربي يدفع الثمن"، جاء ذلك في بيان صادر عن جمعية "سيكوي - أفق".
طالع أيضًا:
راوية حندقلو: التهميش والحصار السياسي يعيق مكافحة الجريمة في المجتمع العربي