قال الدكتور محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، إن الحكومة الإسرائيلية لم تعتمد استراتيجية لإنهاء الحرب بل تستمر في تصعيدها.
وأشار إلى تشابه الوضع مع حروب سابقة مثل الحرب على الإرهاب في العراق وأفغانستان.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "رئيس الوزراء الإسرائيلي ماضٍ في استمرار الحرب باعتقاد أنه لا يرى مصلحة له سوى الاستمرار، محاولاً شراء الوقت والتغلب على التغير في الرأي العام العالمي الذي يضع إسرائيل في موقف الدولة المارقة".
وأوضح: "الولايات المتحدة تشترط إعادة إعمار غزة دون وجود حركة حماس فيها، وهو شرط يراه غير عملي وينم عن تضليل مستمر، حيث لا يمكن بسهولة التمييز بين حماس وبقية المجتمع الفلسطيني في غزة".
"فشل أخلاقي "
واعتبر أن هذه السياسة تعكس ضعفاً أمريكياً وتآكلاً في القدرات السياسية، بالإضافة إلى "فشل أخلاقي وتجاهل للحاجة الأساسية لوقف الحرب".
وأشار إلى أن موقف الإدارة الأمريكية يستند بشكل كبير إلى سردية نتنياهو، وأنها مستمرة بإدارة الحرب دون الرغبة الحقيقية في حل أو وقف التصعيد.
وأكد أن هناك تفككاً في وجهات النظر داخل إسرائيل، لكن الإدارة الأمريكية تساند توجهات نتنياهو بشكل كامل رغم تآكل الشرعية على المستوى الدولي وحتى داخل المجتمع الإسرائيلي.
وتطرق "الزويري" إلى دور الأطراف الإقليمية، موضحاً أن هذا الوضع يجعل الحرب غير قابلة لتحقيق أهداف إسرائيل الاستراتيجية، مع وجود ضغوط تستطيع بعض الدول، مثل قطر، ممارستها، لكن الفشل السياسي الأمريكي يقيد ذلك.
ورفض فكرة وجود استراتيجية حقيقية لإعادة إعمار غزة من دون شروط، مشيراً إلى أن الموقف الأمريكي يهدف إلى إدارة الأزمة فقط.
الدور القطري
وعن الدور القطري، قال إن قطر تواجه ضغوطاً من مختلف الأطراف للبقاء في مفاوضات التهدئة، وأن انسحابها لن يكون في صالح أي طرف.
وأكد أن الوساطة لا تملك حلولاً سحرية، وإنما تقدم اقتراحات يمكن أن تفتح آفاقاً للخروج من هذه الحرب.
وأوضح أن إسرائيل تريد وسطاء يمارسون ضغوطاً على حماس لتقديم تنازلات، وليس للتفاوض الحقيقي، ما يزيد من تشدد المواقف ويطيل أمد الحرب، مما يكبد الشعب الفلسطيني ثمناً كبيراً.
