قال إلياس جلدة، مواطن مسيحي من قطاع غزة، إن عيد الميلاد هذا العام يأتي في ظروف استثنائية وصعبة، في ظل الحرب وما خلفته من دمار وخسائر بشرية ومادية طالت مختلف مناحي الحياة، بما فيها الكنائس والمؤسسات المسيحية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن أبناء الطائفة المسيحية في غزة يحاولون، قدر المستطاع، الخروج من أجواء الحزن والخوف والرعب، وخلق مساحة روحية داخلية للاحتفال، بعد عامين من القهر والحرمان القسري من مظاهر الفرح، مضيفا أن الاحتفالات تقتصر على صلوات بسيطة ومتواضعة داخل الكنائس فقط.
شجرة الميلاد في الكنائس وليست في الساحات
وأشار إلى أن شجرة الميلاد هذا العام وضعت داخل الكنائس، وليس في الساحات العامة كما جرت العادة في السنوات السابقة، حيث كانت تقام الاحتفالات في ساحة جمعية الشبان الصحية بمشاركة مؤسسات وأطياف من المجتمع الفلسطيني، إلا أن هذه الأماكن تحولت اليوم إلى مراكز نزوح مكتظة بالخيام والنازحين.
وأكد "جلدة" أن عددا من الكنائس والمؤسسات المسيحية تعرض لأضرار مباشرة خلال الحرب، سواء بالقصف أو بإطلاق النار، مشيرا إلى سقوط ضحايا داخل بعض الكنائس، الأمر الذي عمق من حجم المأساة التي يعيشها المسيحيون في القطاع.
تراجع أعداد المسيحيين في غزة
وفيما يتعلق بعدد المسيحيين في غزة، قال "جلدة" إن الأرقام باتت مؤلمة، موضحا أن عددهم كان مع بداية الحرب يقارب 950 شخصا، بينما لا يتجاوز اليوم نحو 600، بعد ارتقاء نحو 25 إلى 27 شخصا، ووفاة آخرين نتيجة نقص الدواء والعلاج، إضافة إلى استمرار الهجرة التي تفاقمت بفعل الحرب.
وأضاف أن الهجرة ليست جديدة على المنطقة، لكنها تسارعت بشكل كبير خلال هذه الحرب بسبب غياب الأمن والاستقرار، مؤكدا أن فتح المعابر قد يدفع أعدادا أكبر إلى المغادرة.
وحول الأوضاع الأمنية، أوضح أن الأوضاع لا تزال صعبة، رغم تراجع مظاهر الفوضى التي سادت في بداية الحرب، مشيرا إلى وجود محاولات مجتمعية لضبط الحياة والعودة التدريجية إلى الحد الأدنى من النظام، في ظل غياب سيادة حقيقية للمنظومة المؤسسية على الأرض.