قال الباحث والخبير الإعلامي خليل شاهين، مدير البحوث والسياسات في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية - مسارات، إن المشروع الصهيوني في فلسطين "مشروع استعماري دائم".
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس: "السيطرة الأمنية الإسرائيلية ستكون العنصر الأساسي في أي إدارة لحكم قطاع غزة، سواء عبر الاحتلال المباشر أو الاحتلال عن بعد".
وأضاف: "إسرائيل، بدعم من الولايات المتحدة، تسعى لتحقيق هدفين رئيسيين: أولاً، الحفاظ على سيطرتها الأمنية الشاملة على قطاع غزة لمنع أي تهديد أمني؛ وثانيًا، تطبيق التوازن الديمغرافي عبر تقليل عدد الفلسطينيين بشكل تدريجي من خلال إدارات غير فلسطينية موحدة".
وتابع: "أي هيئة إدارة في غزة يجب أن تخدم السيطرة الأمنية الإسرائيلية، وهذا يفسر مساعي تشكيل إدارة تحت رقابة أمريكية مباشرة".
وأشار إلى الأسماء المطروحة لإدارة غزة بعد الانسحاب الإسرائيلي مثل سمير حليلة، لكنه يرى أن الأمر لا يتعلق بفرد بقدر ما هو مشروع أمني استراتيجي يهدف لمنع وجود سلطة فلسطينية موحدة أو حماس قوية، ما يفضي لإدارة تحت مراقبة وحساب إسرائيلي، -على حد تعبيره-.
كما بيّن شاهين أن هناك خلافًا فلسطينيًا واضحًا بين السلطة الفلسطينية من جهة، والقوى الممولة والمسلحة المدعومة أميركيًا من جهة أخرى، والتي تحاول فرض إدارة جديدة للقطاع تكسر هيمنة حماس.
"السلطة الفلسطينية تقاوم"
وأكد أن السلطة الفلسطينية تحاول مقاومة هذه المحاولات لكنها تواجه تحديات حقيقية.
كما نوّه إلى أن هناك تحركات أمريكية مستمرة لفرض هيئة إدارية فلسطينية ذات طابع أمني، تدير قطاع غزة تحت إشراف وثيق من الولايات المتحدة وقوات عربية ودولية، مع توجيه واضح من المخابرات الأميركية لضمان بقاء الأمن الإسرائيلي.
وأشار إلى أهمية الشراكة الإقليمية لضمان استقرار القطاع، خاصة مع اقتراب اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وما يصاحبها من ضغوط على السلطة الفلسطينية وإسرائيل.
واختتم حديثه قائلًا: "المشهد في غزة يشهد خلخلة وتوترات عميقة"، محذرًا من مخاطر تفكيك الوحدة الفلسطينية في قطاع غزة، ومؤكدًا أن الحل يتمثل في حوار فلسطيني داخلي شامل يقوده الرئيس الفلسطيني لوقف تدهور الوضع وبدء نقاش إدارة القطاع عبر رؤية وطنية موحدة.