يتصدر مشروع "E1" الاستيطاني الجديد في الضفة الغربية واجهة الجدل السياسي، بعد إعلان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن خطة لبناء آلاف الوحدات السكنية في محيط القدس الشرقية.
ويأتي ذلك في وقت حساس تشهده المنطقة، مع استمرار تداعيات الحرب في غزة وتزايد المخاوف من تأثيرات المشروع على مستقبل التسوية السياسية.
فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية
يهدف المشروع إلى توسيع البناء في منطقة "E1"، الواقعة بين مستوطنة "معاليه أدوميم" والقدس، ما يؤدي فعلياً إلى فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية، وهذا الفصل الجغرافي سيقطع التواصل بين مدينتي رام الله وبيت لحم، ويضع عراقيل كبيرة أمام إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات تواصل جغرافي، وهو ما يعتبره مراقبون "الرصاصة الأخيرة" في مسار حل الدولتين.
تحذيرات دولية ومواقف متباينة
أثار المشروع ردود فعل دولية متباينة، حيث عبّر عدد من المسؤولين الأوروبيين عن قلقهم من تداعياته. وقال دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى:
"تنفيذ مخطط E1 سيشكل ضربة قاسية لأي جهود مستقبلية لإحياء المفاوضات، ويهدد بتكريس واقع يصعب تغييره على الأرض.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
في المقابل، يرى مؤيدو المشروع أنه جزء من خطة تطوير عمراني تهدف إلى تعزيز البنية السكنية في محيط القدس، دون التطرق إلى أبعاده السياسية.
ردود فعل فلسطينية
وصفت السلطة الفلسطينية المشروع بأنه "إغلاق الباب أمام أي حل تفاوضي"، ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف تنفيذه، وفي بيان صادر عن وزارة الخارجية الفلسطينية، جاء: "مخطط E1 لا يهدد فقط التواصل الجغرافي، بل ينسف الأسس التي قامت عليها المبادرات السياسية خلال العقود الماضية."
ويعكس مشروع "E1" حجم التحديات التي تواجه مستقبل التسوية السياسية في المنطقة، ويعيد طرح تساؤلات جوهرية حول جدوى الحلول القائمة في ظل تغييرات ميدانية متسارعة، وبينما تتجه الأنظار إلى غزة، يبقى هذا المشروع بمثابة اختبار حقيقي لإرادة المجتمع الدولي في الحفاظ على فرص السلام.
طالع أيضًا:
وزير المالية الإسرائيلي: يوافق على بناء 4 آلاف وحدة سكنية جديدة قرب القدس