عبّر قسام البرغوثي، نجل الأسير والقيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، عن صدمة عميقة بعد نشر صور لوالده تُظهر تدهورًا خطيرًا في صحته نتيجة للاعتداءات والتنكيل الذي يتعرض له داخل السجون الإسرائيلية.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قد أقدم على تهديد مروان البرغوثي بشكل مباشر، بعد أن اقتحم زنزانته التي يقبع فيها بالعزل الانفرادي.
وهدد بن غفير البرغوثي قائلا "لن تنتصروا علينا، من يمس شعب إسرائيل، ومن يقتل الأطفال والنساء سنقوم بمحوه. عليكم أن تعرفوا ذلك على أمد التاريخ".
وتداولت منصات يمينية متطرفة مقطع فيديو، ظهر فيه بن غفير وهو يهدد الأسير البرغوثي داخل زنزانته؛ فيما أفادت تقارير إسرائيلية بأن اقتحام الزنزانة كان في وقت سابق الخميس.
وقال قسام البرغوثي، في مداخلة ضمن برنامج "أول خبر" إن هذه الصور كانت صادمة جدًا للعائلة، خاصة وأنهم لم يتمكنوا من زيارته لفترة طويلة بسبب القيود المشددة، ما جعل من الصعب عليهم متابعة وضعه الصحي بشكل مباشر.
وأضاف أنه برغم المحاولات المتكررة للكشف عن حالته الصحية، فإن "القسوة والعنجهية الإسرائيلية وصلت إلى مرحلة غير مسبوقة، حيث تعرّض والدي خلال العامين الأخيرين لاعتداءات خطيرة"، أبرزها هجوم سبتمبر 2024 الذي نتج عنه كسور في أضلاع والصدر وندوب في الوجه، وما زالت آثاره تهدد حياته.
كما أكد أن هذه الجروح بقيت دون معالجة كافية، مما أعاق تحسنه.
وشدد قسام على أن هذه الانتهاكات التي تعرض لها مروان البرغوثي لا تقتصر على مجرد اعتداءات جسدية، بل تمثل انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان والمعاهدات الدولية والأخلاق الإنسانية، خاصة مع "التبجح الإسرائيلي بنشر هذه الصور عبر وسائل رسمية مرتبطة بوزير من الحكومة".
وأضاف أن هذا التوقيت لنشر الفيديوهات والصور ليس من باب الصدفة، بل يعكس محاولة استغلال القضية الفلسطينية في سباق انتخابي إسرائيلي، وتحويل معاناة الأسرى إلى أداة سياسية.
ورغم كل هذه المعاناة، أشار قسام إلى أن والده مروان البرغوثي اختار منذ أكثر من خمسين عاماً أن يكون جزءًا لا يتجزأ من شعبه الفلسطيني، متجهاً للدفاع عنهم في كل الظروف، خاصة في معركة غزة الأخيرة التي وصفها بالإبادة الجماعية والتجويع، مؤكدا أن البرغوثي يعاني ذات الظروف التي يعيشها شعبه.
أما على الصعيد الدبلوماسي والقانوني، فأوضح قسام أن العائلة والفصائل الفلسطينية وشبكة دعم واسعة على المستوى الدولي والعربي تبذل جهودًا ضخمة لمتابعة قضية حرية مروان البرغوثي، مشيراً إلى وجود أكثر من مئات الجهات والمؤسسات العربية والدولية التي تواصل معهم وتدعّم القضية.
كما تحدث عن تحركات مكثفة مع برلمانيين عرب وأجانب، وتحركات من الفصائل الفلسطينية وحركة فتح التي يمثلها والده.
وختم قسام بالقول إنهم يثقون تمامًا في إرادة الحرية لدى مروان البرغوثي، وأن هذه الإرادة تمثل رمزاً للحرية والاستقلال والمستقبل الأفضل للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أنهم سيستمرون في المتابعة والدعم حتى تحقيق النصر والحرية الحقيقية.
طالع أيضًا:
بعد فيديو بن غفير..عائلة البرغوثي تخشى إعدامه والخارجية تحمّل إسرائيل المسؤولية