قال سعيد نفاع، الكاتب والمحلل السياسي من الحركة التقدمية للتواصل - درب المعلم، إن "رفع أعلام إسرائيل في السويداء مؤخرًا ليس جديد، لكنه يطرح تساؤلات حول الهدف الحقيقي من مظاهر رفض الاحتلال تحت شعار حق تقرير المصير".
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أشار "نفاع" إلى أن حق تقرير المصير هو حق للشعوب وليس لبعض المجموعات، ودعا المنظمين إلى مراجعة رسالتهم والتأكد من أنها توصل المطلب الصحيح بعيدًا عن الالتباسات.
وأكد نفاع أن المنطقة تخوض معركة وجودية ضد محاولات الإبادة والقتل، مشيرًا إلى أن ما حدث في السويداء يحتم على الجميع البحث عن حلول عاجلة.
وتابع: "هناك توافق إسرائيلي سوري وأمريكي لدخول قوات الشرطة إلى السويداء في محاولة لحماية مناطق محددة، لكن الأمور انزلقت إلى ما هو أسوأ، من الحصار والقتل، وبشكل لا يمكن تجاهله خاصة بعد المجازر التي وقعت".
واستطرد: "الوضع في السويداء يُعبّر عن حالة معقدة من الحصار والتشريد، حيث ما زال هناك 36 قرية مهجّرة ونحو 150 ألف مهجر، الأمر الذي يجعل القرار الحقيقي مصير المنطقة بعيدًا عن السكان المحليين، إذ يتحكم به الثلاثي إسرائيل وأمريكا والجيش السوري".
سعيد نفاع: الحكومة تتحمل المسؤولية
كما تحدث "نفاع" أيضًا عن الواقع الداخلي السوري، مشيرًا إلى أن الحكومة السورية -برأيه- تتحمل المسؤولية الأولى عما يحدث في المنطقة، وأن الميليشيات تسيطر على مساحات واسعة من الجبل، ما يزيد الأزمة تعقيدًا.
وتابع: "الطائفة الدرزية في السويداء تشعر بآلام كبيرة بعد المجازر، الوضع النفسي والمعنوي للناس متأزم ولا يحتمل المزيد من التردي، مع بروز ميل نحو قيادة عسكرية محلية تأخذ دورًا متزايدًا في المنطقة".
ويرى نفاع أن الحلول الاقتصادية والسياسية الكبرى مفقودة، وأن كل الأطراف المتورطة في النزاع تتحمل مسؤولية ما يحدث، مؤكداً أن الحصار والتهجير يشكلان القضية الجوهرية التي يجب التركيز عليها.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن القرار النهائي لمصير السويداء ليس بيد أهلها، بل برسم ما بين إسرائيل وأمريكا والجيش السوري، محذرًا من استمرار تسييس القضية على حساب معاناة السكان، ودعا إلى ضرورة التركيز على الواقع الميداني بكل مأساته.
