قال الدكتور حسين الديك، المحاضر في العلاقات الدولية والمتخصص بالشأن الأمريكي، إن اللقاءات الأخيرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعكس ثبات العلاقة الأمريكية الإسرائيلية، مشددا على أن أي تباينات في التصريحات أو المواقف لا ترقى إلى مستوى الخلافات الجوهرية بين الطرفين.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن الوعود التي يطلقها ترامب يمكن تقسيمها إلى نوعين، الأول يتعلق بالسياسة الأميركية العامة والملفات الدولية، وهي في كثير من الأحيان وعود فضفاضة، بينما النوع الثاني يرتبط بإسرائيل وأمنها واستقرارها، وهي وعود وصفها بـ"الحقيقية والجادة"، كونها مدفوعة بتيارات ضاغطة داخل الإدارة الأميركية ومؤسسات الحكم.
علاقة مؤسساتية
وأشار إلى أن العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل "علاقة مؤسساتية وليست علاقة أشخاص"، مؤكدا أن أي خلاف شخصي محتمل بين ترامب ونتنياهو لا يعني تراجعا في مستوى الدعم الأميركي لإسرائيل.
وتابع: "حتى في حال وجود تباينات في وجهات النظر، فإنها لا تنعكس على جوهر التحالف الاستراتيجي بين الدولتين".
وتطرق الدّيك إلى المشهد الداخلي الأميركي، لافتا إلى وجود تيارات مختلفة داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكنه شدد على أن الدعم لإسرائيل لا يزال يحظى بإجماع واسع، خاصة داخل الحزب الجمهوري.
وفيما يتعلق بالحديث عن وجود خلافات أميركية إسرائيلية حول مستقبل الضفة الغربية، اعتبر الدّيك أن هذه التحليلات "غير دقيقة"، مستشهدا بتصريحات السفير الأميركي في القدس مايك هاكابي، التي وصف فيها الضفة الغربية بـ"يهودا والسامرة"، معتبرا أن هذه التصريحات تعكس الموقف الرسمي للإدارة الأميركية.
ملفات إقليمية عديدة
كما تناول الدّيك الملفات الإقليمية الأخرى، مثل أوكرانيا وسوريا، مشيرا إلى أن تعامل ترامب معها يندرج ضمن إطار الوعود غير المضمونة، على عكس الموقف من إسرائيل.
وقال إن استمرار التدخلات الإسرائيلية في سوريا دون ضغوط أميركية حقيقية يعكس حدود قدرة ترامب أو رغبته في فرض سياسات مغايرة على الحكومة الإسرائيلية.
وحول التوقعات للمرحلة المقبلة، رجح الدّيك بقاء الوضع القائم في قطاع غزة دون تغييرات دراماتيكية، مع استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل، مشيرا إلى أن الأسابيع المقبلة ستكون كفيلة بكشف أي تحولات حقيقية في طبيعة العلاقة بين الطرفين.