كشف الكاتب السياسي اعتراف الريماوي، في دراسة أنجزها مع زميله أشرف أبو أرام تحت إشراف مؤسسة الدراسات الفلسطينية، كيف تستخدم السلطات الاستعمارية المشهد البصري كأداة للقمع والسيطرة على الفلسطينيين، خاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج"يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الفيديوهات والصور المنتشرة عبر المنصات الرقمية تعرض مشاهد متعددة من الاعتقالات، التعذيب، التكبيل، ونقل الأسرى، وأمور أخرى مثل إغلاق العيون والضرب.
وأشار إلى ما وصفه بـ"القمع البصري"، الذي يشمل ارتداء الملابس التي تحمل شعارات دينية وتلمودية تحمل رسائل تهديد واستعلاء ضد الفلسطينيين، مستهدفة إثارة الخوف وإذلال الأسرى.
وتابع: "هذه الصور لا تقتصر على التأثير في الرأي العام الإسرائيلي الذي يرسخ فكرة السيطرة والهيمنة، وإنما يُستخدم القمع البصري كوسيلة للضغط العقلي والنفسي على المتلقي الفلسطيني، إذ تهدف السلطات الاستعمارية إلى إخضاع الفلسطينيين، وطمس هويتهم، ومحاولة إلغاء وجودهم عبر الاستعمار العقلي والفضائي".
وأوضح أن رغم أن استخدام الصور والفيديوهات هو سلاح مشترك بين الأطراف المختلفة، سواء من الفصائل الفلسطينية أو الجيش الإسرائيلي، إلا أن الدراسة تدعو إلى معالجة هذه الصور من منظور حقوقي وتحليلي، لمنع استغلالها كأداة هيمنة وقمع، وتحويلها إلى رمز للمقاومة والكفاح ضد الاستعمار.
و نوّه "الريماوي" إلى أن الجيش الإسرائيلي استمر رغم التحديات الأخلاقية والقانونية في الاستخدام العميق للقمع المرئي، معتبرًا أن الجمهور بحاجة لفهم استراتيجيات استخدام الصورة لتفكيك أثرها السلبي واستثمارها في دعم القضية الفلسطينية.
يُشار إلى أن الدراسة سلطت الضوء على القمع المرئي في الفضاء العام، من الشوارع والبلدات والمخيمات، إلى الفضاءات المغلقة مثل السجون حيث يتجسد القمع الجسدي والنفسي بحق الأسرى الفلسطينيين.