كشف المدير العام لمركز أكورد للتغيير المجتمعي، رون غيرليتس، أن نتائج البحث الأخير للمركز من أصعب المخرجات التي توصل لها منذ بداية الحرب.
وأوضح البحث أن أغلبية كبيرة من الجمهور اليهودي في إسرائيل تعتقد بأنه "لا يوجد أبرياء في غزة"، حيث وافق 42% من الجمهور اليهودي تمامًا على هذه المقولة، فيما وافق 34% آخرون عليها جزئيًا، ليصل الإجمالي إلى 76%.
وفي مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أشار "غيرليتس" وجود فجوات في الآراء بين ناخبي المعارضة والائتلاف، لكن حتى في صفوف المعارضة يوافق 47% منهم على هذه الفكرة بشكل كلي أو جزئي، مما يبرز مدى انتشار هذا الاعتقاد داخل المجتمع.
وبيّن أن هذه النظرة خطيرة وتربة خصبة لنزع الإنسانية من الطرف الآخر، وهو ما قاد عبر التاريخ إلى أحداث مروعة وقاسية، ويؤكد: "المجتمع الإسرائيلي يقف على حافة الهاوية، إن لم يكن غارقًا فيها بالفعل".
وأوضحت النتائج كيف أن هذا الاعتقاد يدعم الاستهتار بحياة المدنيين الفلسطينيين في غزة، حيث أن التصور القائل بعدم وجود أبرياء يعزز من وجهات نظر تشجع على عمليات عسكرية صارمة حتى ضد المدنيين، خصوصًا مع تداول هذه الأفكار من قبل القيادات السياسية والإعلامية التي تلعب دورًا خطيرًا في تطبيعها.
وجّه "غيرليتس" توضيحًا هامًا، مفيدًا أن الموافقة على قول "لا أبرياء في غزة" لا تعني بالضرورة الدعوة إلى قتل الجميع، لكن هذا الوعي السام هو أرض خصبة تسمح بوقوع مجازر بشعة.
ورغم الانتقادات التي تلقتها الأكورد لنشرها مثل هذه النتائج التي قد تبدو وكأنها تكرس هذه الأفكار، أكد "غيرليتس" أن من الضروري مواجهة عمق الأزمة لفهم جذورها والعمل على شفاء المجتمع الإسرائيلي، داعيًا المعسكر الديمقراطي الليبرالي إلى التأمل العميق في هذه النتائج، خصوصًا بين مؤيدي المعارضة.
