قال الكاتب والمحلل السياسي السعودي مبارك آل عاتي إن المملكة تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة بهدف التأثير على الولايات المتحدة الأمريكية لتخفيف قرارها بشأن ملف القضية الفلسطينية، لكنه شدد على أن الموقف الأمريكي يبدو واضحًا في دعمه الكامل لإسرائيل وعدم التنازل عن هذا القرار.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن السعودية تسعى لإقناع واشنطن بالسماح لوفد فلسطيني كبير بتمثيل القضية في الأمم المتحدة، حيث تم طرح عدة مقترحات من ضمنها عقد الجلسة في جنيف، أو السماح بالحديث عن بعد، وسط تأييد محدد من بعض الدول الأوروبية لهذه الخيارات، رغم صعوبتها.
وأوضح أن الهدف الرئيسي هو حضور الرئيس الفلسطيني شخصيًا لما له من دور رمزي مهم، أو على الأقل نائب الرئيس.
ويرى أن قرار منع بعض الممثلين من الدخول إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك يمثل نوعًا من الهيمنة الأمريكية المباشرة على المؤسسات الدولية، مؤكدًا أن "الأمر يعكس بوضوح انحياز الولايات المتحدة للدولة العبرية، وهو أمر لا يترك مجالًا للشك".
وأشار آل عاتي إلى استمرار استخدام واشنطن لحق الفيتو في مجلس الأمن الدولي، الذي تحول إلى أداة لتعطيل القرارات المتعلقة بتحقيق السلام والأمن، مع استدلاله بقرارات تاريخية مثل 242 و181 و198 التي لم تُنفذ على الأرض، ما يفاقم أزمة القضية الفلسطينية المستمرة منذ عام 1948.
العلاقة السعودية الأمريكية
وعن العلاقة السعودية الأمريكية، أكد أن هناك تباينًا واضحًا في وجهات النظر حول القضية الفلسطينية، خاصة بعد رفض السعودية صفقة القرن الأميركية عام 2018، لكن رغم ذلك العلاقات تبقى قوية ومتينة، قائمة على الصراحة والوضوح وقبول التعددية في المواقف، خاصة في ظل المصالح المشتركة الكبيرة بين الطرفين.
واختتم حديثه قائلًا: "الولايات المتحدة لن تتنازل عن دعمها لإسرائيل، والمصالح الأمريكية في المنطقة تجعل من الصعب على أي دولة التضحية بعلاقاتها التاريخية معها، حتى لو تعاقدت الدول الكبرى فيما بينها، مما يترك ملف القضية الفلسطينية في حالة صعبة ومعقدة تستدعي المزيد من التحرك الدبلوماسي".