أطلق مدير منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، تحذيرًا شديد اللهجة بشأن استمرار المجاعة في قطاع غزة، داعيًا السلطات الإسرائيلية إلى وقف ما وصفه بـ"الكارثة"، مشيرًا إلى أن أكثر من 370 شخصًا قضوا بسبب الجوع منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر المنظمة بجنيف، حيث عبّر عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني المتدهور في القطاع.
أرقام صادمة ومأساة مستمرة
وفقًا لتصريحات غيبريسوس، فإن أكثر من 300 حالة وفاة بسبب سوء التغذية سُجلت خلال الشهرين الأخيرين فقط، ما يعكس تسارعًا خطيرًا في تدهور الأوضاع.
وأضاف أن "الناس يموتون من شدة الجوع فيما الغذاء الذي يمكن أن ينقذهم موجود في شاحنات على مقربة منهم"، مؤكدًا أن هذه الأزمة "يمكن وقفها في أي لحظة".
وزارة الصحة في غزة: وفيات جديدة بسبب الجوع
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن مستشفيات القطاع سجلت ثلاث وفيات جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، ناتجة عن سوء التغذية، لترتفع الحصيلة الإجمالية إلى 373 وفاة، بينهم 134 طفلًا، وهذه الأرقام تعكس حجم المعاناة التي يعيشها المدنيون في ظل نقص حاد في الغذاء والماء والخدمات الطبية.
دعوة عاجلة لوقف استخدام الجوع كسلاح
غيبريسوس شدد على أن "تجويع المدنيين كأداة حرب هو جريمة لا يمكن القبول بها"، محذرًا من أن استمرار هذا النهج "يهدد بشرعنة استخدامه في نزاعات مقبلة".
كما أشار إلى أن استخدام الجوع كوسيلة ضغط لن يحقق الأمن لأي طرف، ولن يسهم في تسريع الإفراج عن الرهائن، بل سيزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية.
وقال مدير المنظمة: "إنها كارثة كان يمكن تجنبها، ويمكن وقفها الآن. لا يوجد أي مبرر إنساني أو قانوني لترك المدنيين يموتون جوعًا بينما المساعدات تقف على أبوابهم".
وفي ظل هذه التصريحات والتحذيرات، تتجه الأنظار إلى المجتمع الدولي الذي يتحمل مسؤولية أخلاقية وقانونية في الضغط من أجل فتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات، وإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة، فالمجاعة ليست مجرد رقم في تقارير، بل هي حياة تُزهق يومًا بعد يوم، وسط صمت دولي يحتاج إلى أن يتحول إلى فعل عاجل.
طالع أيضًا: