في ظل التصعيد العسكري المتواصل في قطاع غزة، واصل معاذ العمور، الصحفي الميداني من غزة، توثيق معاناة السكان، خاصة في الأبراج السكنية التي تعرضت لهجمات قصف إسرائيلي عنيفة، أسفرت عن دمار واسع وتشريد مئات العائلات.
أبراج سكنية تتحول لملاجئ محاصرة تحت القصف
وأوضح العمور، في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "أول خبر" أن الأبراج التي تم استهدافها تعد مأوى رئيسيًا لعشرات العائلات النازحة، تضم غالبية شقق سكنية ومكاتب وشركات، حيث يحتوي البرج الواحد على حوالي 16 طابقًا يضم كل طابق ما بين ثلاث إلى أربع شقق، ليصل عدد الشقق في بعض الأبراج إلى أكثر من خمسين شقة، تقطنها عائلات فلسطينية متعددة.
وأشار الصحفي إلى أن القصف أدى إلى تدمير الطوابق الخمسة العلوية في العديد من الأبراج، بما في ذلك المناطق التي تضم المصاعد والسلالم، ما جعل من الصعب استخدام هذه المباني كوسائل للمراقبة أو الرصد، خلافًا لما تزعم القوات الإسرائيلية عن وجود أجهزة أو مقرات عسكرية في هذه الأبراج.
وشدد العمور على أن الأطفال والنساء يعيشون حالة رعب من القصف المستمر، مضيفًا أن هذه الأبراج كانت مأوى للعديد من النازحين الذين اضطروا للهروب من منازلهم في مناطق أخرى، وأصبحوا اليوم بدون مأوى آمن وسط تبادل القصف.
إخلاء عاجل وإشعارات مغادرة خلال 15 دقيقة
وحول سياسة النزوح القسرية التي تمارسها القوات الإسرائيلية، أفاد العمور بأن الفلسطينيين يُرغمون على ترك منازلهم بإشعارات تطلب منهم المغادرة خلال 15 دقيقة، لا يحق لهم خلالها سوى أخذ القليل من أغراضهم الأساسية كالأوراق الرسمية والأموال، قبل أن تنفجر الضربات الجوية على منازلهم.
وأشار إلى أن الضربات تأتي غالبًا بطائرات مقاتلة، وليس بالمدفعية فقط، مما يزيد من حجم الدمار والضحايا.
نقص الملاجئ الآمنة في مناطق النزوح
أما عن مناطق النزوح المؤقتة، فانتقد الصحفي التصريحات التي تقدم مناطق مثل خانيونس ورفح كملاذات آمنة، مؤكدًا أن هذه المناطق مكتظة بالفعل وتحولت إلى مخيمات للنازحين، ولا يمكنها استيعاب المزيد جراء كثافة السكان في القطاع منذ سنوات.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أشار العمور إلى استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة، وعدم السماح بفتح مراكز توزيع أغذية أو مستلزمات طبية بشكل مجاني في مناطق عدة، خاصة في الشمال الغربي من غزة، حيث يقتصر وصول المساعدات على شاحنات قليلة دخلت عبر معبر زيكيم، دون قدرة على تلبية الاحتياجات المتزايدة للفلسطينيين.
ضحايا وإصابات بين المدنيين خلال محاولات الحصول على المساعدات
وتحدث الصحفي عن مقتل أكثر من 20 شخصًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات في محور زيكيم صباح أمس، نتيجة إطلاق قوات الجيش النار عليهم، ما يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية ويؤكد خطورة الواقع الذي يعيشه السكان.
وشدد في ختام حديثه، على أن الحاجة ملحة إلى تدخلات دولية عاجلة لإيقاف نزيف الدم ومعالجة ما بات كارثة إنسانية حقيقية في غزة، حيث تزداد الأوضاع سوءًا يوماً بعد يوم، ويعيش السكان حالة من الخوف والتهجير القسري وسط قصف وانعدام أمان.