تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة على قطاع غزة لليوم الـ702 على التوالي، وسط تصاعد الهجمات التي تستهدف المدنيين والنازحين، وتدمير واسع للبنية التحتية، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة ونزوح قسري متكرر لعشرات العائلات.
غارات دامية على مدارس ومخيمات نازحين
فجر الأحد، سجلت مستشفيات مدينة غزة ارتقاء 15 شخصًا بينهم 6 أطفال، وإصابة العشرات، جراء غارات استهدفت مدرسة تؤوي نازحين، وخيمة للمهجرين، ومنزلًا سكنيًا.
كما دمرت الطائرات ثلاثة منازل في حي الصبرة، وبرج السوسي السكني في حي تل الهوا، بزعم استخدامه لأغراض عسكرية. وأجبرت أوامر الإخلاء سكان برج الرؤيا والمباني المجاورة على مغادرة منازلهم بشكل عاجل.
نزوح جماعي وتحذيرات أممية
في ظل التصعيد، شهدت المدينة حركة نزوح كبيرة نحو وسط وجنوب القطاع، والأمم المتحدة أكدت أن الهجمات أجبرت المدنيين على النزوح القسري المتكرر، وسط نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وكما أُغلقت المحال التجارية وشُددت الإجراءات العسكرية في محيط البلدة القديمة، مع منع الوصول إلى الحرم الإبراهيمي.
قصف مدفعي وجوي وهجمات مروحية
القوات الإسرائيلية شنت سلسلة من الهجمات صباح الأحد، شملت قصفًا مدفعيًا على حي التفاح، وغارة جوية على مخيم النصيرات، إضافة إلى إطلاق نيران الطيران المروحي على حي الشيخ رضوان، كما هددت القوات بتدمير المزيد من الأبراج السكنية، وأصدرت إنذارات تطالب السكان بالانتقال جنوبًا.
ردود فلسطينية: قصف نتيفوت وتأكيد على خيار التهدئة
في المقابل، أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، عن استهداف منطقة نتيفوت بصاروخين، ردًا على الهجمات الإسرائيلية. سياسياً، جددت حركة حماس التزامها بالموافقة على مقترح الوسطاء، مؤكدة انفتاحها على أي أفكار تحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار.
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية أن الولايات المتحدة نقلت مبادئ اتفاق شامل إلى حركة حماس، عبر مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، الذي استخدم ناشط السلام غرشون باسكين كوسيط. الاتفاق المقترح يشمل الإفراج عن جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب.
ومن جهته، شدد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو على رفض أي صفقة لا تلبي شروطه المتعلقة بإعادة الأسرى وتسليم السلاح.
كاتس: نهاية الحرب مرهونة بإفراج حماس عن الرهائن وتسليم سلاحها
قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر يوم الأحد إن الحرب في قطاع غزة يمكن أن تنتهي إذا أطلقت حركة (حماس) سراح الرهائن وتخلت عن سلاحها.
وأدلى ساعر بتلك التصريحات خلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية الدنمرك في القدس بعد يوم من تكرار حماس لموقفها القائم منذ فترة طويلة وهو أنها ستطلق سراح جميع الرهائن إذا وافقت إسرائيل على إنهاء الحرب وسحب قواتها.
الجيش الإسرائيلي: استعدادات طويلة الأمد
رئيس شعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي أعلن أن الجيش مستعد لدخول غزة، لكنه أشار إلى أن الحسم غير مضمون، وقد يستمر القتال لسنوات.
وأوضح أن هناك خطة مرنة تسمح بوقف العمليات عند التوصل إلى صفقة، وسط قلق من بطء النزوح ومحدودية جاهزية بعض الوحدات العسكرية.
وفي ظل استمرار التصعيد، تبقى غزة تحت نيران القصف، وسط تحركات سياسية متباينة ومواقف دولية مترددة. وبينما تتزايد أعداد الضحايا، يترقب العالم ما إذا كانت المبادرات المطروحة ستنجح في وقف الحرب، أم أن الأيام القادمة ستشهد مزيدًا من الدمار والمعاناة.
طالع أيضًا: