أكد كاظم أبو خلف، المتحدث باسم منظمة اليونيسيف، أن الوضع الإنساني في قطاع غزة يزداد تدهورًا بشكل خطير، مع ارتفاع معدلات وفاة الأطفال وسوء التغذية بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب.
وأوضح أبو خلف في مداخلة لبرنامج "أول خبر" على إذاعة الشمس، أن وزارة الصحة سجلت حتى الآن وفاة 138 طفلاً بسبب سوء التغذية، بمعدل طفل واحد كل ثلاثة أيام، بالإضافة إلى معدل قتل يومي يبلغ 27 شخصاً منذ بداية الحرب، أي ما يعادل صفًا دراسيًا كاملاً يومياً من الخسائر البشرية.
وأشار أبو خلف إلى ازدياد حالات سوء التغذية بين الأطفال بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، حيث ارتفع العدد من حوالي ألفين في فبراير إلى نحو 12 ألف طفل في أغسطس وحده.
وأضاف أن هذا التصاعد يأتي وسط ظروف إنسانية صعبة تزيد من تعقيد الأزمة، بينها عمليات الإخلاء المستمرة، ونقص الموارد الأساسية، وتدهور الخدمات الصحية.
الأطفال المفصولين
وتطرق إلى مشكلة الأطفال المفصولين عن عائلاتهم، مشيرًا إلى أن العدد التقديري للأطفال المنفصلين قد يصل إلى 19 ألف طفل نتيجة النزوح وعمليات الإخلاء، معرباً عن صعوبة تتبعهم نظراً لتعقيدات التنقل والاتصالات في ظل الحصار والقصف المستمر.
وتُستخدم أساور تعريف للأطفال لتعزيز فرص إعادة التواصل مع ذويهم، رغم التحديات الكبيرة التي تواجه فرق الإغاثة في هذا الملف.
وحذر أبو خلف من أن التصنيف الرسمي للمجاعة الذي أعلنه الأمن الغذائي في أغسطس يغطي حالياً شمال غزة، مشيرًا إلى تحذيرات من تفشي المجاعة جنوباً بشكل تدريجي إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
ورغم هذه الأزمة، تراجعت نسبة دخول المساعدات والمواد الغذائية إلى القطاع، حيث تم تقليص إدخال المساعدات في وقت حرج، مما زاد من حدة المعاناة الإنسانية.
وأشار إلى محاولات اليونيسيف تأسيس مساحات تعليمية مؤقتة لاستقبال الأطفال الذين تضررت مدارسهم، لكن النزوح المستمر يجعل استمرار التعليم أمرًا صعبًا، خاصة مع الأضرار الكبيرة التي لحقت بمدارس القطاع، التي بلغت نسبة تضررها أكثر من 95%.
أيضاً، يشير أبو خلف إلى عدم السماح بدخول أدوات التعليم البسيطة مثل الأقلام والدفاتر، مما يُعيق جهود التعليم بشكل كبير.
في ختام تصريحه، أكد أبو خلف أن الوضع الإنساني في غزة يحتّم على المجتمع الدولي تكثيف الضغط لفتح المعابر وتوفير المساعدات الضرورية، مع ضرورة حماية الأطفال وتأمين مستلزمات معيشتهم وتعليمهم في ظل هذه الأزمة الإنسانية الحادة.