وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة تحذير إلى قطر، الأربعاء، بعد يوم واحد من ضربة إسرائيلية في الدوحة استهدفت مقر إقامة قادة حركة حماس.
وقال نتنياهو في كلمة مصورة بالإنجليزية تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية: "أقول لقطر وكل الدول التي تؤوي إرهابيين: إما أن تطردوهم أو تقدموهم للعدالة. لأنه إذا لم تفعلوا ذلك سنفعله نحن".
وللتعليق على هذه التصريحات، وتأثيرها على سير مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، كانت لنا ضمن برنامج "أول خبر" مداخلة مع زاهر الكاشف، مدير قناة مساواة في قطاع غزة.
واعتبر الكاشف أن الهجوم الإسرائيلي على قطر يعكس تصعيدًا واضحًا من قبل بنيامين نتنياهو، الذي سعى خلال الأيام الماضية لإظهار قوة بلاده بضرب أهداف في تونس واليمن ولبنان وسوريا وقطر، مع توجيه رسالة صريحة بأن لا توجد «نقطة آمنة» لأي دولة تدعم القضية الفلسطينية أو تقف ضد مصالح إسرائيل، مشددًا على استهداف إيران ضمن هذه الرسائل.
الضربة على قطر.. غطاء إعلامي للعدوان على غزة
وأشار الكاشف إلى أن التخبط في المواقف السياسية والعسكرية الإسرائيلية ما بين استخدام القوة والتفاوض، يجعل من المفاوضات الحالية بلا جدوى، لأن إسرائيل تضرب الوسيط والمفاوض في آن واحد، مستعرضًا الضربة الأخيرة في قطر التي استهدفت قيادة حركة حماس أثناء مناقشتها للورقة الأمريكية التي اعتبرها الفلسطينيون غير عادلة ولا تلبي مطالبهم.
هذه الورقة، بحسب الكاشف، تم تصميمها لخدمة المصالح الإسرائيلية فقط، ولا تقدم أي ضمانات لإنهاء الحرب أو الإفراج عن الأسرى أو وقف القصف.
وأبرز الكاشف أن إسرائيل تواصل غاراتها على مدينة غزة من جهة أخرى، مستغلة انشغال الإعلام الدولي والعربي بآثار الضربة على قطر، حيث تستهدف الأبراج السكنية وتدمّر المنازل، في محاولة واضحة لاحتلال غزة وتهجير سكانها، مما يزيد من مأساة الفلسطينيين.
ورأى كذلك أن الموقف العربي، خاصة من دول الخليج، لا يزال ضعيفًا وميوعًا، فهو محصور في البيانات التقليدية التي تقتصر على الشجب والاستنكار دون اتخاذ إجراءات فعلية أو مواقف موحدة حقيقية.
كيف حققت تصريحات قطر نتيجة سلبية؟
وأشار إلى أن تصريحات قطر الأخيرة كانت «متهورة» بالنسبة له، وأن المواقف المتفرقة تعطي إسرائيل معنويات أكبر للمضي قدماً في تصعيدها.
وأضاف أن مؤتمر مجلس التعاون الخليجي المرتقب لم يظهر بوادر قوية على اتخاذ خطوات حازمة، مثل سحب السفراء أو تعليق العلاقات الدبلوماسية، وأن تأجيل جلسة مجلس الأمن الدولي يعزز من غياب الردود الحاسمة على الأعمال الإسرائيلية.
رسالة إسرائيلية لقطر ومصر
وأعرب الكاشف عن اعتقاده بأن الضربة التي استهدفت قطر ترسل رسالة إسرائيلية واضحة أن الوسيطين الخليجي (قطر) والمصري لم يعودا يلبيان تطلعات إسرائيل، ومن المتوقع أن تكون هناك وساطات جديدة من دول مثل تركيا والإمارات، مما يشير إلى تغير في خريطة التفاوض الإقليمية.
وختم الكاشف بأن إسرائيل تسير في مخطط توسعي متصاعد، وتفشل أي محاولات للتهدئة ما لم تكن هناك مواقف عربية ودولية موحدة تضغط لإنهاء الاحتلال والعدوان وتعيد قضية الفلسطينيين إلى مركز الاهتمام الدولي الحقيقي.