قال الدكتور محجوب الزويري، أستاذ سياسة الشرق الأوسط المعاصر في جامعة قطر، إن العدوان الإسرائيلي على قطر أثار حالة تضامن وانتقاد دولي موسع، بدأت في مجلس الأمن واستمرت في القمة العربية الإسلامية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس : "أصوات الانتقاد لم تقتصر فقط على التعبير وإنما على رفض مدوٍ لسلوك حكومة نتنياهو التي يجب ألا يُقبل سلوكها إقليمياً أو دوليًا".
وتابع: "القضية لا تقتصر على غزة فقط، بل تشمل ملفات خطيرة مثل وضع الوصاية الهاشمية في الأردن على المقدسات التي أصبحت في مهب الريح، ومحاولات خلق وقائع جديدة في سوريا، مؤكداً أن الاعتداء على قطر تجاوز الخطوط الحمراء وتهدف إلى خلق قواعد جديدة تُشرّع قيام الدولة باستخدام فائض القوة دون مراعاة القوانين والضوابط الدولية".
وأوضح أن الموقف الأمريكي تجاه طالبان في أفغانستان يختلف تمامًا عن موقفها من إسرائيل في هذا النزاع، ما يعكس حالة عدم اكتراث بالضوابط الدولية القائمة.
د. محجوب الزويري: تصريحات نتنياهو غير صحيحة
ويرى "الزويري" أن تصريحات نتنياهو التي تقارن بين عمليات إسرائيل في غزة واغتيال أسامة بن لادن في باكستان غير صحيحة، لأنها تتجاهل وجود عملية تفاوضية دولية معترف بها في حالة غزة على العكس من طالبان، والسياق مختلف في الحالتين.
وحول تباين مواقف الدول المشاركة في القمم والملتقيات الدولية، قال: "المواقف على الأرض غالباً ما تكون متباينة بسبب اختلاف المصالح والتحالفات، والحد الأدنى من المواقف مختلف بين كل دولة عن الأخرى، خوفاً على مصالحها، وهو أمر مؤسف يجعل الدول لا تتخذ مواقف موحدة بشأن القضية الفلسطينية".
تغيير قواعد اللعبة
وذكر أن إسرائيل تحاول تغيير قواعد اللعبة في المنطقة وتهديد النظام الدولي بأسره، مشيرًا إلى أن المنطقة ذات أهمية استراتيجية كبيرة، إذ لعبت دورًا محورياً في تشكيل النظام الدولي بعد الحروب العالمية، مضيفا أن المواجهات ستستمر مع تزايد الصراع، "خاصة أن فائض القوة الإسرائيلي لا ينجح في فرض وقائع جديدة لكنه يؤخّر الصدام الأكبر القادم".
وتطرق محجوب الزويري إلى أن الخطاب الإسرائيلي يستهدف كل الدول العربية والإسلامية ليست فقط الفلسطينيين، موضحًا أن الردود العملية قد تأخذ شكلاً أكثر حدة بعد القمة العربية الإسلامية، مثلاً كما حصل عقب أحداث أقدم عليها شارون عند الأقصى في عام 2000، وكذلك بعد الهجمات الحوثية على منشآت النفط السعودية التي قادت إلى إعادة تشكيل العلاقات السعودية-الأمريكية.