أعلنت وزارة الصحة في غزة، صباح الثلاثاء، ارتقاء ثلاثة أشخاص، بينهم طفل، نتيجة المجاعة وسوء التغذية خلال الـ24 ساعة الماضية، ليرتفع بذلك عدد ضحايا التجويع إلى 428 ضحية، بينهم 146 طفلًا، في ظل أزمة إنسانية متفاقمة تعصف بالقطاع منذ أكثر من 700 يوم من الحرب.
عمليات عسكرية مكثفة وتدمير واسع للبنية السكنية
أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال شهادته أمام المحكمة، أن بلاده بدأت المرحلة البرية من عملية "عربات جدعون 2"، مشيرًا إلى أنها عملية واسعة النطاق تستهدف مدينة غزة. وشهدت المدينة خلال الساعات الماضية قصفًا جويًا ومدفعيًا عنيفًا طال مختلف الأحياء، وأسفر عن تدمير منازل، واستهداف خيام للنازحين، وأراضٍ زراعية، ومواقع مدنية، وسط ظروف تدفع نحو تهجير قسري للسكان.
الدفاع المدني في غزة أفاد بتنفيذ 45 مهمة خلال 24 ساعة، شملت إطفاء حرائق، إنقاذ مصابين، وانتشال ضحايا من تحت الأنقاض، في مناطق متفرقة من القطاع، أبرزها حي التفاح، الشجاعية، ومخيم الشاطئ.
تحذيرات أممية وتدهور في القطاع الصحي
أعلنت وكالة "أونروا" أن سكان غزة باتوا بلا مأوى ولا مكان آمن، مؤكدة أن الغالبية تُجبر على النزوح في ظروف قاسية دون وجهة واضحة. وزارة الصحة في غزة بدورها حذّرت من ازدحام شديد في أقسام الطوارئ، ونقص حاد في الأدوية والمستهلكات الطبية، إضافة إلى عجز خطير في وحدات الدم، ما يهدد حياة آلاف الجرحى.
المدير العام لصحة غزة أشار إلى أن نحو مليون فلسطيني لا يزالون داخل المدينة، رغم القصف المكثف والتقدم البري من عدة جهات، مؤكدًا أن الوضع الإنساني يزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
مواقف دولية متباينة وانتقادات داخلية
وفي السياق الدولي، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة إلى أن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في غزة، مشيرة إلى أن تصريحات المسؤولين الإسرائيليين تمثل دليلًا مباشرًا على نية الإبادة، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
في المقابل، شكك وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو في إمكانية إنهاء الحرب عبر المسار الدبلوماسي، محذرًا حركة حماس من أن أمامها مهلة قصيرة لقبول اتفاق لوقف إطلاق النار. الرئيس الأميركي دونالد ترامب طالب الحركة بإطلاق سراح الأسرى فورًا، محذرًا من تعريضهم للخطر جراء العمليات العسكرية.
وردت حركة حماس ببيان شديد اللهجة، انتقدت فيه تصريحات ترامب ووصفتها بالانحياز السافر، مؤكدة أن هذه المواقف تغطي على ما وصفته بـ"جريمة التطهير العرقي" وتغفل عن ارتقاء أكثر من 65 ألف مدني فلسطيني.
أزمة مستمرة وسط غياب الأفق السياسي
في الداخل الإسرائيلي، انتقد رئيس المعارضة يائير لابيد العملية العسكرية في غزة، معتبرًا أنها تفتقر إلى أهداف سياسية واضحة، وقال: "لا يمكن لدولة أن تخوض حربًا طويلة دون رؤية سياسية، لكن يبدو أن حكومتنا لا تملك خطة حقيقية."
وبينما تتواصل العمليات العسكرية، تتزايد التحذيرات من كارثة إنسانية غير مسبوقة، وسط دعوات دولية متكررة لوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين، والبحث عن حل سياسي ينهي المأساة المستمرة.
طالع أيضًا:
الحرب على غزة|إجبار على النزوح وغارات عنيفة واجتماع أممي غدا حول القطاع
