حذر وزير الخارجية الإسرائيلي، خلال اجتماعات مغلقة مع مسؤولين في الحكومة، من "تآكل خطير" في مستوى الدعم الدولي لإسرائيل نتيجة استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، وفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر مطلعة، التحذير يأتي في وقت تواجه فيه إسرائيل ضغوطًا متزايدة من شركائها التقليديين، وسط انتقادات متصاعدة بشأن الأوضاع الإنسانية في القطاع.
عزلة دبلوماسية متنامية
بحسب تقرير نشره موقع "أكسيوس" الأمريكي، فإن الوزير جدعون ساعر أبلغ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن استمرار تعليق إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة لا يخدم الأهداف الاستراتيجية، بل يؤدي إلى تراجع الدعم من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا.
ونقل التقرير عن مسؤول إسرائيلي رفيع قوله إن "إسرائيل أصبحت شبه معزولة عن أغلب شركائها التقليديين"، مشيرًا إلى أن تجاهل الاعتبارات الإنسانية في غزة ينعكس سلبًا على صورة إسرائيل في المحافل الدولية، ويهدد بتقويض علاقاتها الدبلوماسية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
تحذيرات أمريكية وأوروبية
في السياق ذاته، أفادت تقارير إعلامية بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دعا الحكومة الإسرائيلية إلى إعادة النظر في نهجها العسكري، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، في موقف بدا أقل تشددًا من بعض الزعماء الأوروبيين الذين طالبوا بوقف فوري للعمليات العسكرية.
كما تبنّت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا غير ملزم يدعو إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري"، وهو ما فشل مجلس الأمن في تمريره، لكنه يعكس حجم الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل.
ردود داخلية متباينة
داخل إسرائيل، أثارت تصريحات وزير الخارجية جدلًا واسعًا، حيث اعتبرها بعض المسؤولين تحذيرًا ضروريًا لتفادي عزلة طويلة الأمد، بينما وصفها آخرون بأنها "مبالغ فيها"، وقال مصدر حكومي: "الوزير ساعر عبّر عن قلقه من فقدان الدعم الدولي، لكنه لم يطالب بوقف العمليات، بل بإعادة تقييم المسار السياسي والدبلوماسي."
في ظل استمرار العمليات العسكرية في غزة، يبدو أن إسرائيل تواجه تحديًا دبلوماسيًا متصاعدًا، مع تراجع الدعم الدولي وتحذيرات من تداعيات سياسية واقتصادية طويلة الأمد، وبينما تتباين المواقف داخل الحكومة، يبقى مستقبل العلاقات الخارجية مرهونًا بقدرة إسرائيل على التوازن بين أهدافها الأمنية والضغوط الإنسانية المتزايدة.
طالع أيضًا:
