في خطوة تكشف وحدة الموقف الإسرائيلي تجاه استمرار الحرب على قطاع غزة، أقرّ رئيس حزب كاحول لافان، بيني غانتس، بوجود إجماع واسع بين مختلف الأحزاب الصهيونية، سواء في الحكومة أو المعارضة، على مواصلة الحرب التي وصفها مراقبون بأنها حرب إبادة مستمرة منذ عامين.
وأكد غانتس، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية اليوم الأربعاء، أنه "لا فارق عمليًا بين رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وأحزاب ائتلافه وبين الأحزاب الصهيونية المعارضة"، في ما يتعلق بسياسات الحرب ضد الفلسطينيين.
الغرب أساء تفسير تصرفات إسرائيل بحرب غزة
واعتبر غانتس أن الغرب ينظر إلى الحرب في غزة من زاوية شخصية مرتبطة بنتنياهو، قائلاً: "غالبًا ما يُؤطَّر النقاش في الغرب وكأن الأمن القومي الإسرائيلي يبدأ وينتهي عند رجل واحد هذه النظرة خاطئة وتضر بالاستقرار العالمي والتطبيع الإقليمي وأمن إسرائيل نفسه".
وأضاف أن أحداث السابع من أكتوبر شكّلت تذكيرًا للإسرائيليين بخطورة الاستهانة بالإرهاب، زاعمًا أن ردّ الفعل العسكري لم يكن نابعًا من حسابات سياسية، بل من ضرورات الأمن القومي.
رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية
رغم حديثه عن الانقسامات السياسية الداخلية، شدّد غانتس على أن جوهر المصالح الأمنية لإسرائيل يرتكز على إجماع وطني، يتمثل أساسًا في رفض الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأكد أن أي مسار يمنح الفلسطينيين استقلالًا مدنيًا يجب أن يسبقه إصلاح شامل للحكم ومكافحة التطرف والقضاء على العناصر الإرهابية.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
كما هاجم ما وصفه بالدعم الغربي المتزايد للاعتراف بفلسطين، معتبرًا أن هذا الموقف لا يستهدف نتنياهو وحده، بل يشكّل رفضًا للإجماع الإسرائيلي بأسره.
وأشار إلى أن 99 عضوًا من أصل 120 في الكنيست صوّتوا العام الماضي ضد الاعتراف الأحادي الجانب بدولة فلسطينية، معتبراً أن أي اعتراف في ظل الظروف الحالية مكافأة غير مسبوقة للإرهاب.
وفي ظل تراجع شعبيته إلى مستويات تهدده بعدم تجاوز نسبة الحسم في أي انتخابات مقبلة، استغل غانتس مقاله لتسليط الضوء على مواقفه داخل كابينيت الحرب.
وقال إنه ضغط من أجل عملية برية سريعة في غزة، ودعا إلى هجوم أقوى على رفح، كما أيد الرد العسكري المباشر ضد إيران بعد هجومها في أبريل/نيسان 2024، في مقابل تحفظ نتنياهو.
وأكد دعمه للإبقاء على وجود عسكري إسرائيلي طويل الأمد داخل غزة لمنع حماس من إعادة تنظيم صفوفها.
وزعم غانتس أن الحرب يمكن أن تتوقف غداً إذا أعادت حماس الرهائن وتخلت عن سلاحها، في ترديد لمطالب إسرائيلية قديمة يراها مراقبون غير واقعية.
دعوات للضم وتوسيع السيطرة
لم يكتف غانتس بالدعوة لتشديد القبضة العسكرية على غزة، بل جدّد دعمه لمشروع الضم في الضفة الغربية.
وقال إن على إسرائيل الاستعداد للسيطرة الرسمية على غور الأردن الاستراتيجي، بحجة منع التهريب وتسلل الإرهابيين، وهو ما يعكس التوجه الإسرائيلي الثابت منذ السيطرة على الأراضي الفلسطينية عام 1967.
تبرير الحرب تحت غطاء الأمن العالمي
وسعى غانتس لتسويق السياسات الإسرائيلية العدوانية باعتبارها جزءًا من أمن العالم، قائلاً: "أمن إسرائيل ليس هاجسًا داخليًا، بل يرسّخ استقرار الشرق الأوسط ويخدم العالم الحر".
وأضاف أن أهداف إسرائيل الأمنية، ومنها ردع إيران ومنع سباق نووي إقليمي، تسهم في حماية التجارة العالمية وحرية الملاحة.
كما ربط بين التعاون الأمني مع إسرائيل وإنقاذ أرواح في مدن غربية، مشيرًا إلى دور تل أبيب في تصدير الغاز والابتكار في مجالات التكنولوجيا والزراعة.
ورغم توثيق منظمات دولية لانتهاكات جسيمة في غزة والضفة الغربية، تجاهل غانتس هذه الوقائع، متمسكًا برواية تعتبر استمرار الحرب ضرورة أمنية.
اقرأ أيضا
وزير الخارجية الألماني: العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة غير تناسبية