أكد المحلل السياسي الفلسطيني عادل شديد أن حركة حماس، رغم محاولات الشيطنة والتجريم من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الأطراف الدولية، ما زالت تعكس جزءاً من الحالة الشعبية الفلسطينية التي تتجدد باستمرار.
وأضاف في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "يوم جديد" على إذاعة الشمس، أن الحركة نجحت خلال العقود الماضية في تجاوز أزمات وهزات كبرى لأنها ليست مجرد تنظيم سياسي، بل أجيالًا جديدة مع كل مواجهة.
وتابع: "الدول الأوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا، رغم اعترافها مؤخراً بالدولة الفلسطينية، لا ترغب بوجود حماس أو أي قوة مسلحة فلسطينية، إذ تشترط نزع السلاخ، وإقصاء الحركة عن المشهد السياسي".
وأوضح أن هذه الدول تحاول الموازنة بين دعم قيام دولة فلسطينية كمدخل للتهدئة والاستقرار، وبين تفادي الظهور وكأنها تكافئ حماس أو تتبنى خطابها.
وأشار "شديد" إلى أن التحول في مواقف بعض الدول الحليفة تقليدياً لإسرائيل جاء نتيجة سياسات تل أبيب نفسها، التي تعاملت بعنجهية حتى مع شركائها، ما دفع هذه الدول إلى تبني مواقف أكثر انتقادا،ً بما في ذلك رفض الاستيطان والضم والتلويح بفرض عقوبات.
واعتبر أن وصول عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 159 دولة يمثل تحولا مهماً يعكس تراجع صورة إسرائيل والولايات المتحدة دوليا،ً ترى كـ"ضحية" بل كدولة تمارس سياسات عنف .
وفي السياق ذاته، رأى شديد أن السلطة الفلسطينية غير جاهزة لتحمل مسؤولية إدارة المرحلة المقبلة، بعدما فقدت جزءاً كبيراً من شرعيتها وقوتها نتيجة رهانها على مسار المفاوضات واتفاقيات السلام التي لم تحقق أي إنجاز ملموس.
وأضاف أن إسرائيل تعّمدت إضعاف السلطة عبر اتهامها بالفساد واتهام حركة فتح بالتحريض، لتفريغ الساحة
الفلسطينية من أي كيان سياسي قادر على قيادة الشعب.
وعن الخطاب الأمريكي الأخير، أوضح شديد أن الرئيس السابق دونالد ترامب لم يغّير جوهرياً من مواقفه، إذ ما زال يتبنى رواية اليمين الإسرائيلي المتطرف، رغم إدراكه لتغير المزاج الدولي والانتقادات المتصاعدة لإسرائيل.
وختم بالتأكيد أن إسرائيل اليوم لم تعد فقط معزولة عربياً ودوليا،ً بل تواجه حتى في أوساط يهود أوروبا وأمريكا أزمة صورة وشرعية غير مسبوقة.
