أكد الصحافي معاذ العمور أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة تزداد كارثية مع استمرار الغارات الإسرائيلية على مختلف المناطق، بما في ذلك استهداف مناطق نزوح يفترض أنها إنسانية وآمنة.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية في برنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الجيش الإسرائيلي شنّ غارة على تجمع للنازحين في جنوب القطاع، بالتزامن مع قصف مكثف استمر طوال الليل على مدينة غزة باستخدام القنابل الثقيلة، والمدرعات المفخخة، وحتى السيارات المحملة بالمتفجرات.
وأوضح "العمور" أن مدينة غزة شهدت طوال الليل وحتى ساعات الصباح الأولى وابلًا من الانفجارات التي طالت أحياء عدة، أبرزها حي الرمال، الشاطئ، وصالة، وحي النصر، إضافة إلى مناطق جنوب المدينة مثل حي الصالحة وسليم الهوى.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي لجأ في تطور خطير إلى استخدام مدرعات تحمل شارة نجمة داوود الحمراء بعد تفخيخها بالمتفجرات، ثم إدخالها إلى أحياء سكنية لتنفجر داخلها، مشيرًا إلى أن الانفجار الواحد قد يدمّر منطقة بقطر يصل إلى 300 متر.
وعن أوضاع النازحين، أوضح: "آلاف العائلات تعيش في خيام بدائية مصنوعة من أقمشة متفرقة، دون أدنى مقومات الحماية، وزاد الأمر سوءًا تساقط الأمطار صباح اليوم، حيث تبللت الخيام وفُرشت الأغطية والملابس لتجفيفها وسط برد شديد".
وأكد أن النازحين لا يجدون أي خيار سوى البقاء في هذه الظروف القاسية، نظرًا لغياب مناطق آمنة أو أماكن يمكن اللجوء إليها.
النزوح = حكم بالإعدام
وأشار إلى أن العديد من العائلات التي جرّبت النزوح في المراحل الأولى من الحرب، وذاقت مرارة المعاناة في الملاجئ، فضّلت هذه المرة البقاء في منازلها رغم القصف المستمر، معتبرة أن قرار النزوح يشبه "الحكم على النفس بالإعدام"، حيث يتعرض الفارّون للاستهداف في الطريق.
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أكد العمور أنها شبه معدومة ولا تواكب حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، مضيفًا أن الوضع يتطلب تحركًا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنقاذ مئات آلاف المدنيين المحاصرين بين القصف والجوع والبرد.