شهدت الساحة السياسية الإسرائيلية، مساء السبت، ردوداً متباينة على مقترح الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإنهاء الحرب على غزة، وذلك قبل اللقاء المرتقب بينه وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في البيت الأبيض يوم الإثنين المقبل.
وأبدى وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر ثقته بقدرة نتنياهو على تمثيل المصالح الإسرائيلية كما هو مطلوب، مؤكداً أن المصلحة القومية لإسرائيل بعد عامين من الحرب هي إنهاء القتال وتحقيق أهدافه.
سموتريتش يقدم 3 شروط لإنهاء حرب غزة
في المقابل، قدّم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المعروف بتشدده، ثلاثة شروط صارمة لإنهاء الحرب: "عدم إشراك السلطة الفلسطينية في إدارة غزة، القضاء التام على حماس ونزع سلاحها، وفرض السيادة الإسرائيلية في الضفة الغربية دون إقامة دولة فلسطينية".
أما وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير فشدد على أن نتنياهو ليس لديه تفويض لإنهاء الحرب دون هزيمة مطلقة لحماس، بينما دعا رئيس حزب ديغل هتوراة موشيه غفني إلى إنهاء الحرب بالتوازي مع استعادة الرهائن الإسرائيليين.
نتنياهو يحظى بشبكة أمان من المعارضة
من جانبه، قال رئيس المعارضة يائير لبيد إنه أبلغ الإدارة الأميركية بأن نتنياهو يحظى بـ"شبكة أمان" من المعارضة لإبرام صفقة تبادل أسرى وإنهاء الحرب، مؤكداً أن لدى نتنياهو أغلبية برلمانية وشعبية تسمح له بتجاوز تهديدات شركائه اليمينيين بن غفير وسموتريتش.
وبحسب القناة 12 الإسرائيلية، يدرك مقربون من نتنياهو أن خطة ترامب ستتضمن تنازلات "موجعة"، أبرزها إشراك تدريجي للسلطة الفلسطينية في غزة ضمن إطار إقليمي يشارك فيه عربياً، إلى جانب ضغوط أميركية على قطر لإقناع حماس بالإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة.
وتقوم مبادئ مقترح ترامب على إنهاء الحرب فوراً، مقابل إفراج حماس عن جميع الرهائن الإسرائيليين خلال 48 ساعة، على أن تطلق إسرائيل مئات الأسرى الفلسطينيين من أصحاب المؤبدات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
انسحاب تدريجي من الجيش الإسرائيلي
كما تنص الخطة على انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بضمانة أميركية.
لليوم التالي بعد الحرب، يقترح ترامب تشكيل حكومة انتقالية تكنوقراطية في غزة بدعم أميركي – عربي، مع تدريب قوات شرطة فلسطينية على يد أطراف دولية لتولي الأمن، بالتوازي مع إصلاحات داخل السلطة الفلسطينية.
كما سيطالب واشنطن نتنياهو بعدم ضم أراضٍ في غزة، ونقل السيطرة تدريجياً إلى قوات محلية ودولية، تمهيداً لفتح مسار نحو دولة فلسطينية وحوار سياسي مباشر مع الفلسطينيين.
بهذا، يضع ترامب نتنياهو أمام معادلة صعبة بين الاستجابة للضغوط الأميركية والدولية، أو مواجهة تشدد حلفائه في الحكومة الذين يرفضون أي مسار قد يقود إلى دولة فلسطينية.
اقرأ أيضا