كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، نقلًا عن مصادر مطلعة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية، يعتزم المماطلة في الرد على خطة وقف إطلاق النار التي قدمتها الإدارة الأمريكية مؤخرًا بشأن قطاع غزة، وقد يطلب من واشنطن مزيدًا من الوقت لتعديل بعض بنودها.
خطة أمريكية من 21 بندًا تشمل وقف الحرب ونزع السلاح
بحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم خطة متكاملة لوقف العمليات العسكرية في غزة، تتضمن 21 بندًا، أبرزها وقف فوري لإطلاق النار، وتجميد الوضع الميداني، وإطلاق سراح جميع الأسرى البالغ عددهم 20 شخصًا خلال 48 ساعة، إلى جانب تسليم جثامين أكثر من 20 إسرائيليًا يُعتقد أنهم قتلوا خلال المواجهات الأخيرة.
وتشمل الخطة أيضًا نزع سلاح حركة حماس بالكامل، وتدمير جميع الأسلحة الهجومية، وإنشاء قوة أمنية دولية تشرف على تنفيذ بنود الاتفاق، إضافة إلى "خطة تنمية ترامب" التي تهدف إلى إعادة إعمار القطاع، وتحسين الظروف المعيشية للسكان.
بنود مثيرة للجدل وتحفظات إسرائيلية
رغم أن الخطة تفتح الباب أمام إقامة دولة فلسطينية، إلا أن مصادر إسرائيلية أكدت أن الحكومة قد ترفض بعض بنودها، خاصة تلك المتعلقة بالعفو عن عناصر حماس، وتسهيل سفرهم إلى دول أخرى، وهو ما تعتبره تل أبيب تنازلًا غير مقبول في ظل استمرار التوترات.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن نتنياهو يفضل تأجيل البت في الخطة، في محاولة لكسب الوقت وإعادة صياغة بعض البنود بما يتماشى مع رؤيته السياسية والعسكرية، وسط ضغوط داخلية متزايدة من عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يطالبون بإبرام صفقة عاجلة.
ردود فعل متباينة ومطالب بتسريع الحل
في السياق ذاته، قال مسؤول أمريكي رفيع للصحيفة: "الخطة تهدف إلى إنهاء الحرب وفتح مسار سياسي جديد، لكن نجاحها يعتمد على تجاوب الأطراف المعنية دون مماطلة."
ومن جانبها، دعت منظمات حقوقية إلى التعامل مع الخطة بجدية، باعتبارها فرصة لوقف النزيف الإنساني في غزة، وإنهاء حالة الجمود السياسي التي تعم المنطقة منذ شهور.
اختبار جديد للسلام في المنطقة
تمثل خطة ترامب اختبارًا حقيقيًا لجدية الأطراف في إنهاء الأزمة، وسط ترقب دولي لما ستؤول إليه ردود الفعل الرسمية، وفي ظل استمرار التصعيد، تبقى الأنظار متجهة نحو واشنطن وتل أبيب، لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستُترجم إلى خطوات عملية، أم ستُضاف إلى قائمة المبادرات المجمدة بفعل الحسابات السياسية والميدانية.
طالع أيضًا:
أخبار جيدة خلال أيام.. ترامب يضغط على نتنياهو لإنهاء حرب غزة