يشكو أهالي حي كامل في بلدة عرعرة النقب من انقطاع الكهرباء منذ ليلة الجمعة 19 سبتمبر 2025، دون أن تتمكن الجهات المسؤولة من إعادة التيار حتى اليوم، ما تسبب بأزمة إنسانية خانقة أثّرت على مئات العائلات ومؤسسات تعليمية وصحية في المنطقة.
انقطاع الكهرباء يوقف الروضات ويغلق العيادة المحلية
ساري أبو عرار، أحد سكان الحي، قال في مداخلة هاتفية لبرنامج أول خبر، إن أكثر من 1500 نسمة، بينهم أطفال ومرضى وكبار سن، يعيشون منذ 11 يومًا دون كهرباء. وأوضح أن "الحياة في الحي مشلولة تمامًا، فالروضات توقفت عن استقبال الأطفال، والعيادة الطبية أُغلقت لعدم قدرتها على تشغيل أجهزتها، فيما يعتمد بعض المرضى على أجهزة تنفس اصطناعي لم تعد تعمل بشكل منتظم".
وأشار أبو عرار إلى أن شركة الكهرباء بررت تأخرها في إصلاح العطل بحاجتها إلى مرافقة شرطية لضمان سلامة طواقمها، بينما ردت الشرطة بأنها لا تملك قوات كافية لتأمين ذلك.
وأضاف: "هذا الادعاء غير صحيح، فمركز الشرطة في عرعرة النقب يُعد من أكبر المراكز في البلدات العربية، ويضم نحو 150 شرطيًا. ما يجري هو مماطلة واضحة يدفع ثمنها السكان".
وبحسب الأهالي، بدأ الانقطاع نتيجة تماس كهربائي في أحد الأعمدة الرئيسية، لكن التعطّل العادي تحوّل إلى ما يشبه "العقاب الجماعي"، حيث تُرك الحي بلا خدمات أساسية لأكثر من أسبوع ونصف.
وأوضح أبو عرار أنّ محاولات التواصل مع المجلس المحلي، شركة الكهرباء في ديمونا، والشرطة لم تسفر عن أي نتيجة، قائلًا: "لا حياة لمن تنادي، لذلك لم يبق أمامنا سوى التوجه للإعلام علّ صوتنا يصل".
الأهالي: حياتنا رهينة خلافات بين الشرطة وشركة الكهرباء
ويؤكد السكان أنّ الأوضاع الحالية تجاوزت حدود المعاناة اليومية، إذ يواجه المسنون والمرضى خطرًا مباشرًا على حياتهم، فيما يضطر آخرون لاستخدام مولدات كهرباء صغيرة لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية.
وختم أبو عرار بدعوة عاجلة إلى التدخل الفوري من الجهات الرسمية والحقوقية لإنهاء الأزمة، مضيفًا: "نحن رهائن بين الشرطة وشركة الكهرباء، بينما يدفع أطفالنا ومرضانا الثمن".