يرى الصحفي في قناة التلفزيون العربي بقطر باسل خلف، أن حركة حماس وجدت نفسها اليوم في أضيق الزوايا السياسية منذ سنوات، بعدما تحولت المطالب الأمريكية والإسرائيلية إلى حزمة شروط متكاملة، حظيت بمباركة عربية وإسلامية، من دون أي هامش فعلي للمناورة.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الخطة المطروحة تركز على وقف إطلاق النار، سيطرة أمنية إسرائيلية، وضخ مساعدات وإعمار، لكنها تغيب أي أفق سياسي حقيقي للقضية الفلسطينية، محذراً من أن ذلك يختزل معاناة الشعب الفلسطيني إلى ملف إنساني بحت، ويترك الباب مفتوحاً أمام بقاء طويل لإسرائيل في غزة.
ورقة الأسرى
وأضاف أن ورقة الأسرى التي طالما استخدمتها المقاومة أصبحت ضعيفة، إذ يقترب الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى أماكن وجودهم في غزة، ما يفقد حماس أحد أهم أوراق الضغط لديها.
وأشار إلى أن إسرائيل تعرض إطلاق سراح أعداد محدودة من المعتقلين، لا تشمل قيادات الحركة الأسيرة، في حين يقبع أكثر من 10 آلاف فلسطيني في السجون الإسرائيلية.
موقف عربي متناقض
وتابع : "الموقف العربي بدا متناقضاً؛ فبينما يعلن نتنياهو رفضه المطلق لحل الدولتين والتزامه بانسحاب جزئي وبطيء، صدرت موافقات عربية على الخطة المعدلة بوساطة أمريكية، وهذا يمنح إسرائيل فرصة ذهبية لتعزيز سيطرتها على القطاع وإطالة أمد وجودها العسكري والسياسي".
كما لفت خلف إلى أن الحديث عن إدارة انتقالية للقطاع عبر مجلس تكنوقراط برعاية دولية وشخصيات مثيرة للجدل مثل توني بلير، لا يقدّم حلاً عملياً، بل يثير مخاوف من فرض وصاية دولية على غزة بعيداً عن أي مشاركة فلسطينية فعلية.
وختم بالقول إن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو أن تواصل حماس المناورة عبر وضع ملاحظات على طاولة الوسطاء، لتجنب الظهور كطرف معرقل، مع التشديد على مطالبها المتعلقة بالجدول الزمني للانسحاب وبعض البنود السياسية، مؤكداً أن الفلسطينيين اليوم أمام مرحلة مفصلية ستحدد مستقبل قضيتهم بعد سنوات من التضحيات.