قال الصحفي عماد أبو شاويش إن واقع الحياة اليوم في قطاع غزة اختزل لدى الناس مطلباً واحداً واضحاً: وهو إيقاف القتل والحرب فوراً، قبل أي حديث عن أفق سياسي أو تسويات مستقبلية.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "أول خبر"، على إذاعة الشمس، أن الأولويات الأساسية للسكان صارت مادية وبسيطة جداً، تتلخّص في الحصول على الخبز والماء والدواء، وتأمين مأوى آمن للأطفال، والقدرة على العيش بكرامة بدلاً من أن يتحولوا إلى أرقام إحصائية.
وتابع: "الناس اهتمت بمباراة الأهلي والزمالك، أكثر من تفاصيل لقاء نتنياهو وترامب".
كما تطرق إلى تجربته الشخصية مع الخطر قائلاً إنه نجا قبل أيام من قصف استهدف موقعًا كان يمر منه بفارق دقيقتين فقط، وقال إن كثيرين في غزة يعيشون الآن في حالة من الرعب اليومي، بلا ملاجئ آمنة، وبدون خدمات أساسية أو أدوية، وفي ظل ارتفاع جنوني لأسعار السلع الأساسية مثل حليب الأطفال والمستلزمات الأخرى.
وتابع: "المشهد العام يعكس تراجع التركيز على المشروع السياسي لدى المواطن البسيط، وهو أوقفوا الحرب بأي طريقة.. حين يصل الماء والغذاء والدواء سنفكر بالسياسة لاحقاً".
ونبّه إلى أن وعود وقف إطلاق النار تُختبر عملياً دوماً، مشيراً إلى سجل سابق من خروقات ووقفات انتهت بكسر الهدنة، ما يزرع عدم ثقة لدى السكان.
كما انتقد أبو شاويش ما وصفه بـ "تحويل القضية من سياسية إلى إنسانية فقط"، محذراً من أن أي هدنة بلا أفق سياسي طويل المدى لا تُنقذ الفلسطينيين من تكرار الدمار.
وأعرب عن استغرابه من التناقضات في الواقع الإنساني، حيث استمرار اختفاء الأدوية وحرمان الأطفال من حاجاتهم الأساسية، بينما تصل إلى السوق سلع فاخرة بأسعار باهظة.
واختتم حديثه إلى دعوة لوقف فوري وشامل لإطلاق النار، حماية المدنيين، تسهيل دخول المساعدات والدواء، ومنح الشعب فرصة للعيش والاستقرار.
وأضاف: "الناس في غزة لم يعودوا يطالبون بشعارات بعيدة المدى في هذه اللحظة، بل يطالبون بالحق البديهي في الحياة".