عثرت طواقم الإسعاف، صباح اليوم الخميس، على جثة فتاة تبلغ من العمر نحو 22 عامًا في منطقة مفتوحة بمدينة رهط، جنوبي البلاد، وذلك بعد تلقي بلاغ من عدد من سائقي الدراجات النارية الذين صادفوا الجثة أثناء مرورهم في المكان، وبحسب المعلومات الأولية، بدت على الجثة آثار عنف واضحة، ما دفع الجهات المختصة إلى فتح تحقيق فوري في ملابسات الحادث.
بلاغ أولي وتحرك الإسعاف
أفاد مصدر طبي أن البلاغ وصل في ساعات الليل المتأخرة، حيث توجهت طواقم الإسعاف إلى الموقع فورًا، لتجد جثة الفتاة ملقاة في منطقة غير مأهولة، وعليها علامات تشير إلى تعرضها لاعتداء جسدي.
وأكد المصدر ذاته: "لم يكن أمام الطاقم سوى إقرار الوفاة، بعد التأكد من عدم وجود أي مؤشرات على الحياة، وقد تم نقل الجثة إلى معهد الطب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة، في انتظار نتائج الفحص الجنائي.
اتحاد الإنقاذ: الفتاة القتيلة ليست حالة فردية
ومن ناحيته، أكيد أعلن آدم الطوري، المتحدث باسم اتحاد الإنقاذ، أنّ مجموعة من راكبي الدراجات النارية كانوا أول من شاهد الجثة في ساعات الصباح الباكر، فسارعوا إلى إبلاغ الطواقم الطبية.
وأضاف: "عند وصول طواقم الإسعاف والشرطة، تبين أن الجثة تعود لشابة تبلغ من العمر 22 عامًا من أبناء المدينة، وللأسف لم تكن عليها أي علامات حياة، فلم يكن أمام المسعفين سوى إقرار وفاتها في المكان."
طبيعة الحادث
وبحسب المعلومات الأولية، فإن الضحية تعرضت لإطلاق نار مباشر، وليس لطعن كما تردّد بدايةً. ويأتي هذا الحادث بعد ساعات فقط من إحراق مركبة في منطقة قريبة من مكان العثور على الجثة، ما أثار تساؤلات حول وجود ارتباط بين الجريمتين. الشرطة بدورها باشرت التحقيق، مؤكدةً أن تفاصيل إضافية ما زالت خاضعة لأمر حظر النشر.
موجة العنف
كما أعرب عن أسفه الشديد إزاء تصاعد أعمال العنف والجرائم في المجتمع العربي داخل الخط الأخضر، مشيرًا إلى معطيات صادمة نشرتها مبادرة إبراهيم مؤخرًا: "منذ مطلع عام 2025 سُجّل 191 ضحية قتل في المجتمع العربي، من بينهم 19 سيدة. واليوم نحن أمام الضحية رقم 192، لتصبح الشابة العشرينية هي السيدة رقم 20 التي تفقد حياتها بفعل العنف."
صدمة وغضب
الحادثة تركت حالة من الذهول والحزن في مدينة رهط، التي تعاني منذ سنوات من تفاقم ظاهرة العنف المسلح والجريمة المنظمة. ناشطون محليون دعوا إلى تحرك عاجل من الشرطة والسلطات المختصة، مشيرين إلى أنّ غياب الردع والانتشار الواسع للأسلحة غير القانونية يهددان الأمن الشخصي للمواطنين بشكل غير مسبوق.
تحقيقات الشرطة دون اعتقالات حتى الآن
باشرت الشرطة التحقيق في القضية، حيث قامت بتطويق المنطقة وجمع الأدلة من موقع الحادث، دون أن تعلن حتى الآن عن خلفية الجريمة أو هوية المشتبهين.
وأكدت المتحدثة باسم الشرطة أن التحقيقات مستمرة، وأنه سيتم التعامل مع القضية بأعلى درجات الجدية، مشيرة إلى أن أي معلومات إضافية سيتم الإعلان عنها في الوقت المناسب.
صدمة في المجتمع المحلي ودعوات للحذر
أثارت الحادثة حالة من الصدمة والحزن في مدينة رهط، حيث عبّر عدد من السكان عن قلقهم من تكرار مثل هذه الجرائم، مطالبين بتكثيف الجهود الأمنية وتعزيز الحضور الشرطي في المناطق المفتوحة. كما دعت شخصيات اجتماعية إلى ضرورة توخي الحذر، خاصة في الأماكن النائية، وعدم التردد في الإبلاغ عن أي نشاط مشبوه.
انتظار نتائج التحقيق وتأكيد على حماية المجتمع
في ظل الغموض الذي يحيط بملابسات الحادث، يبقى المجتمع المحلي في حالة ترقب لنتائج التحقيقات، وسط دعوات لتقديم الجناة إلى العدالة في حال تم التوصل إليهم.
وأكدت الشرطة في بيان مقتضب: "نُجري تحقيقًا شاملًا في القضية، ونعمل على كشف الحقيقة كاملة، لضمان أمن وسلامة المواطنين."
طالع أيضًا:
العثور على جثة الشاب سيف حسون في مدينة حيفا بعد أيام من اختفائه