في شهادة مؤثرة، روى المواطن ناصر الرملاوي من شمال قطاع غزة، الرئيس السابق لهيئة القطاعات البلاستيكية، ما تعرّض له من خسائر فادحة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
يقول الرملاوي إن منزله ومصنعه دُمّرا بالكامل، بينما استشهد والده وابنه في قصف مباشر لطائرة استطلاع، مضيفًا: "تركنا البيت في أفضل أحوال ولم نتمكن حتى من أخذ أوراقنا الثبوتية، وعندما حاولنا العودة وجدناه ركامًا لا حول ولا قوة إلا بالله."
رفض النزوح رغم المآسي
ورغم حجم المأساة، أكد الرملاوي أنه لم ينزح من شمال غزة، ليس عنادًا، وإنما لغياب البدائل الآمنة: "يطلبون منا الإخلاء، لكن هل وفّروا لنا وسائل انتقال أو أماكن آمنة؟ وسائل النقل باهظة الثمن تصل إلى 4000 دولار، وبعض الشقق تؤجر بالدولار بأسعار خيالية تصل إلى 5000 دولار. أي مواطن يستطيع تحمّل ذلك؟"
أكثر من حرب واحدة
الرملاوي أشار إلى أن معاناة الغزيين لا تقتصر على قصف الجيش فحسب، بل تشمل ما وصفه بـ"حروب داخلية" يعيشها الناس، مثل استغلال حاجاتهم وغياب الضوابط الأخلاقية: "هناك من يستغل بيوت النازحين بعد أوامر الإخلاء، وهناك مرابون يفرضون فوائد فاحشة تصل إلى 50% على من يحتاجون السيولة النقدية. إنها حرب اللصوص والمرابين إلى جانب حرب الطائرات."
رسالة إلى العالم
وفي ختام حديثه، وجه الرملاوي رسالة إنسانية قائلاً: "نحن مواطنون فلسطينيون بسطاء، لا ننتمي لفصيل أو حزب، نريد فقط أن نعيش بسلام وأمان. رسالتنا أن يسمع العالم صوت الإنسان الغزاوي الذي يتعرض للقتل والتشريد والاستغلال في آن واحد."