انطلقت، اليوم السبت، فعاليات الذكرى الخامسة والعشرين لهبّة القدس والأقصى في مختلف البلدات العربية داخل أراضي 48، حيث نظّمت لجنة المتابعة العليا لجماهير فلسطينيي الداخل زيارات إلى عائلات الضحايا ومقابرهم، بمشاركة واسعة من القيادات السياسية والدينية والحزبية وممثلي السلطات المحلية، إلى جانب مئات المواطنين الذين شددوا على أن دماء الضحايا ستبقى نبراسًا للنضال من أجل الحرية والمساواة.
واستهل الوفد زياراته في بلدة جت المثلث، حيث زار عائلة الضحية رامي غرة، ووضع إكليلًا من الزهور على ضريحه، مؤكدين أن "ذكرى الضحايا ستظل حاضرة في الوجدان الوطني"، وأن تضحياتهم تمثل رمزًا لصمود فلسطينيي الداخل في مواجهة سياسات التمييز والقمع.
تصوير ينال جبارين
نداء متجدد للوحدة الوطنية ومواصلة النضال
وقال الشيخ عارف وتد خلال الزيارة إن المناسبة تشكل نداءً متجددًا للوحدة الوطنية ومواصلة النضال ضد استباحة الدم الفلسطيني.
من جانبه، شدّد رئيس مجلس جت، أشرف حندقلو، على استمرار التمييز في تعامل الشرطة مع المواطنين العرب، قائلًا: "لا نقبل أن نكون مواطنين من درجة ثانية، والوحدة هي مسؤوليتنا التاريخية في وجه التقاعس والظلم".
أما رئيس لجنة المتابعة العليا، محمد بركة، فقد ربط بين ذكرى الضحايا وما يجري في غزة من عدوان مستمر، قائلاً: "الأعين تتجه نحو غزة ومعاناتها، وما يجري هناك هو مجزرة يجب أن تتوقف فورًا، وقف الحرب لا يعني إعفاء المجرمين من مسؤوليتهم".
تصوير ينال جبارين
وأكد أن الضحايا ضحوا بحياتهم من أجل شعبهم ومقدساتهم، ولن يُترك دمهم دون وفاء.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
زيارة أضرحة الضحايا في أم الفحم ومعاوية
وبعدها توجّه الوفد إلى مدينة أم الفحم وبلدة معاوية، حيث زاروا أضرحة الضحايا ووضعوا أكاليل الزهور على قبورهم، ومن بينهم الضحية عمر أبو صيام.
وقال رئيس بلدية أم الفحم، سمير محاميد، إن من واجب المؤسسات التعليمية تدريس أحداث هبّة أكتوبر للأجيال الشابة، مضيفًا: "لا يُعقل أن تمر ذكرى بهذا الحجم دون أن تكون جزءًا من المناهج الدراسية".
وفي قرية معاوية، شدد رئيس اللجنة الشعبية، سرور محاميد، على أن دماء الضحايا ستظل الذاكرة الحية التي تجمع أبناء هذا الشعب، مؤكدًا أن مرور 25 عامًا على الهبّة لا يعني النسيان، بل تجديد الالتزام الوطني في مواجهة السياسات الرسمية والعنف المتفشي داخل المجتمع العربي.
زيارة عائلات الضحايا في سخنين
أما في مدينة سخنين، مهد الهبّة، فانطلقت المراسم بزيارة تقليدية لعائلات الضحايا، حيث قال الشيخ علي أبو ريا إن "هبة أكتوبر محطة من محطات نضال الشعب الفلسطيني الممتد من ثورة 1936 إلى اليوم، وحقنا في هذه الأرض حق إنساني وتاريخي لن يسقط بالتقادم".
وزار وفد كبير من اللجنة الشعبية والبلدية عائلات الضحايا في سخنين، ثم توجه إلى مقبرة الضحايا، حيث وضع أكاليل الزهور على الأضرحة.
وعبّر والد الضحية عماد غنايم عن امتنانه للحضور، مؤكدًا أن "هذه الزيارة تزيل الحزن وتجدد الإحساس بالوحدة بين أبناء الشعب الواحد"، فيما قالت والدة الضحية وليد أبو صالح إن دماء الضحايا كانت من أجل حرية وكرامة الجميع، ومشاركتنا في هذه الذكرى واجب وطني وإنساني.
من جانبه، قال الرئيس الأسبق لبلدية سخنين، مصطفى أبو ريا، إن "شهادة عماد غنايم جعلت هذا البيت مقدسًا، وإن واجبنا جميعًا الحفاظ على الهوية الوطنية والمقدسات"، مشيرًا إلى أن "العالم بدأ يدرك زيف الرواية الصهيونية في ظل الجرائم المرتكبة في غزة".
وفي سياق متصل، أشار رئيس بلدية عرابة، أحمد نصار، إلى أن "هذه الذكرى تذكّر بأن معركة الوجود لم تنتهِ بعد، وأن أدوات القمع تغيّرت من مصادرة الأرض إلى تفشي الجريمة التي تسلب أرواح شبابنا".
الشرطة تعتقل مواطنين من سخنين
يُذكر أن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت الليلة الماضية ناشطين من سخنين، هما محمد شاهين ومروان حيادرة، على خلفية الدعوة للمشاركة في المظاهرة المركزية، ما أثار موجة استنكار واسعة في صفوف الأهالي والقيادات المحلية.
واختتمت لجنة المتابعة العليا برنامجها بالدعوة إلى أوسع مشاركة جماهيرية في المسيرة المركزية بسخنين، المقررة مساء اليوم السبت، عند الساعة الرابعة، تحت شعار "صرخة في وجه الإبادة ومشاريع التهجير"، لتكون رسالة وحدة وطنية جامعة تؤكد استمرار النضال من أجل العدالة والمساواة، ووفاءً لتضحيات الضحايا الذين رسموا بدمائهم طريق الكرامة لفلسطينيي الداخل.
اقرأ أيضا
إصابة طبيب شاب بجروح خطيرة جراء تعرضه لجريمة إطلاق نار في رهط
