تتجه الأنظار إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث من المقرر أن تنطلق، غدا الأحد، المفاوضات حول المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الهادفة إلى إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الحرب في قطاع غزة.
وتُشارك في المحادثات وفود من الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، بحضور المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وطاقمه، في إطار مساعٍ أميركية مكثفة لدفع الخطة إلى التنفيذ الفعلي بعد موافقة حماس المبدئية عليها.
عقبات إسرائيلية قد تعرقلان التقدم بالمفاوضات غداً
ورغم الأجواء المتفائلة التي تسبق المفاوضات، تشير مصادر إسرائيلية إلى وجود عقبتين رئيسيتين قد تعرقلان التقدم، الأولى تتعلق بما إذا كانت حركة حماس ستقبل بالفصل بين ملف الرهائن وقضية انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، وبين النقاش حول اليوم التالي للحرب.
وتُرجّح التقديرات في تل أبيب أن حماس ستحاول الربط بين القضيتين، معتبرة أن مصير الرهائن لا يمكن فصله عن مستقبل القطاع السياسي والأمني.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
أما العقبة الثانية فتتصل بملف خرائط الانسحاب الإسرائيلي، إذ تطالب حماس بانسحاب كامل من قطاع غزة، بينما تصر إسرائيل على انسحاب جزئي فقط.
ووفقاً لموقع القناة 12 الإسرائيلية، يتوقع أن يلعب الجانب الأميركي دورًا حاسمًا في حسم الخلاف حول هذه النقطة، إذ لن يسمح، بحسب مسؤولين في واشنطن، بأن تفاصيل جغرافية بسيطة تُعرقل التفاهمات الكبرى.
واشنطن استغلت رد حماس لفرض بدء المفاوضات
وذكرت القناة أن الولايات المتحدة استغلت رد حماس الإيجابي لفرض بدء المفاوضات على جميع الأطراف، معتبرة أن الوقت مناسب لاستثمار الانفراجة السياسية.
وداخل إسرائيل، ينظر المستوى الأمني إلى هذا التطور بوصفه فرصة يجب استنفادها حتى النهاية، مع إدراكهم أن مهلة الـ72 ساعة المخصصة لإطلاق سراح الرهائن قد تمتد، ولكن دون المساس بمبدأ الإفراج عن الجميع.
وفي المقابل، كشف قيادي في حركة حماس لقناة الشرق السعودية أن إسرائيل ستفرج عن 250 أسيرًا محكومًا بالمؤبد وأكثر من 1,700 أسير آخر اعتُقلوا منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023، بالتوازي مع انسحاب جزئي من غزة، لكنه حذر من إمكانية إفشال إسرائيل لتطبيق خطة ترامب على الأرض.
إعداد قوائم الرهائن
وفي الجانب الإسرائيلي، أصدرت الأجهزة الأمنية تعليمات عاجلة بإعداد قوائم الرهائن المتوقع الإفراج عنهم، فيما بدأ فريق المفاوضات صياغة خرائط الانسحاب التي ما تزال موضع خلاف.
كما نشر الجيش الإسرائيلي تحذيرات جديدة لسكان غزة بعدم العودة إلى شمال القطاع، مؤكداً أن المنطقة شمال وادي غزة ما تزال منطقة قتال خطيرة.
إسرائيل ستركز على قضية الرهائن فقط
ومن المتوقع أن تُركّز إسرائيل خلال مفاوضات القاهرة على قضية الرهائن فقط، وتأجيل النقاش حول ملفات وقف إطلاق النار، وخطوط الانسحاب، ومستقبل الحكم في غزة إلى مراحل لاحقة.
في المقابل، تسعى حماس إلى توسيع نطاق التفاوض ليشمل القضايا السياسية والأمنية الجوهرية، وعلى رأسها نزع السلاح وتوحيد إدارة القطاع في إطار فلسطيني وطني شامل.
وتؤكد مصادر مطلعة أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة ودراماتيكية، وسط تقديرات بأن أمام الأطراف مهلة قصيرة لا تتجاوز عدة أيام للتوصل إلى اتفاق، وإلا فإن إسرائيل ستعود إلى الخيارات العسكرية المكثفة.
اقرأ أيضا
الحرب على غزة|استمرار القصف رغم دعوة ترامب وحماس تستعد لتنفيذ المقترح