شهدت مدينة سخنين مساء اليوم السبت، مسيرة جماهيرية حاشدة، شارك فيها الآلاف من أبناء الداخل الفلسطيني، إحياءً للذكرى الخامسة والعشرين لهبّة القدس والأقصى، التي اندلعت عام 2000 وسقط خلالها 13 ضحية برصاص قوات الجيش الإسرائيلي.
وانطلقت المسيرة من أمام مسجد النور في سخنين بعد زيارات نظمها المشاركون إلى أضرحة وعائلات الضحايا في عدد من البلدات العربية، وذلك بدعوة من لجنة المتابعة العليا واللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية.
لافتة كبيرة تحمل صور الضحايا بمقدمة المسيرة في سخنين
وتقدّمت المسيرة لافتة كبيرة حملت صور الضحايا الـ13 الذين سقطوا خلال الهبّة، فيما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية واليافطات التي تطالب بوقف حرب الإبادة والتجويع في قطاع غزة، وتدعو إلى إنهاء السيطرة الإسرائيلية وتحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
وجابت المسيرة شوارع المدينة وصولًا إلى النصب التذكاري لضحايا الهبّة في شارع الشهداء، قبل أن تختتم بمهرجان خطابي حاشد أمام مبنى البلدية.
وفي كلمته خلال المهرجان، أكد مازن غنايم، رئيس بلدية سخنين ورئيس اللجنة القطرية، أن الجماهير العربية في الداخل ترفض الإبادة والحرب والعنف، مشددًا على أن الفلسطينيين في الداخل جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني الواحد.
وأضاف أن ضحايا هبة الأقصى ارتقوا دفاعًا عن المقدسات، وأن مسؤولية حماية القدس والأقصى تقع على عاتق الأمة الإسلامية جمعاء.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
دعوات لمواجهة العنف المنتشر في المجتمع
ودعا غنايم إلى مواجهة آفة العنف التي تفتك بمجتمعنا وسط تواطؤ الشرطة الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن وحدتنا هي سلاحنا الأقوى في وجه هذا التواطؤ.
كما ألقى والد الضحية أحمد صيام من معاوية كلمة باسم عائلات الضحايا، قال فيها إن "أبناءنا لم يكونوا أرقامًا بل رموزًا لقضية حية، وآفة العنف الداخلي باتت أخطر من الرصاص الذي اغتال أبناءنا".
ودعا إلى تعزيز السلم الأهلي وإصلاح النسيج الاجتماعي الذي تحاول إسرائيل تفكيكه عبر تغذية الفتن والعنف.
ناشطون يهود يشاركون في المسيرة
وشارك في المسيرة أيضًا ناشطون يهود مناهضون للسيطرة الإسرائيلية، من بينهم عيدو إيلان، الذي أعلن رفضه الخدمة العسكرية قائلاً: "جئت إلى هنا لأكرم الضحايا وأدين العنف الشرطي الحل ليس في السيطرة الإسرائيلية بل في إقامة دولة فلسطينية تضمن العدالة للشعبين".
من جانبه، قال رئيس لجنة المتابعة العليا محمد بركة إن دماء الضحايا لن تذهب هدرًا، مضيفًا أن هؤلاء الأبطال ارتقوا دفاعًا عن القدس والأقصى، وسيظل شعبنا وفيًّا لتضحياتهم".
وانتقد بركة الوجود الأمني المكثف في سخنين قائلاً: "لو أن الشرطة استخدمت هذا العدد من القوات لمحاربة الجريمة لانتهت خلال أيام، لكنهم هنا ليحمونا من أنفسنا كما يزعمون، في رسالة واضحة بأننا مستهدفون لأننا فلسطينيون".
وتطرق بركة إلى الأوضاع في غزة، مؤكدًا أن المجزرة هناك غير مسبوقة في التاريخ الحديث، فيما يدّعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه يسعى إلى وقف القصف، رغم أن واشنطن قادرة على إنهائه فورًا لو أرادت.
وأضاف أن مشروع ترامب للسلام ليس سوى غطاء سياسي لاستعمار جديد، فغزة لا تحتاج إلى توني بلير ولا إلى مشاريع استيطانية، بل إلى دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.
الشرطة الإسرائيلية تمارس الإرهاب بحق العرب
أما سامي أبو شحادة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، فاعتبر أن الشرطة الإسرائيلية تمارس الإرهاب بحق المتظاهرين العرب، مشيرًا إلى أن عقلية وزير الأمن إيتمار بن غفير العنصرية تسري اليوم في كل مستويات جهاز الشرطة".
وأوضح أن الفصائل الفلسطينية أبدت شجاعة كبيرة بقبولها المقترح الإسرائيلي لوقف النار رغم إجحافه، في رسالة إنسانية هدفها وقف المجازر والتجويع ضد أبناء شعبنا.
الوجود الأمني دليل على خوف السلطات من صوت الحق
بدوره، أكد المحامي والنائب السابق محمد ميعاري أن الوجود الأمني المكثف في سخنين وعرابة دليل على خوف السلطات من صوت الحق، مشددًا على أن القضية الفلسطينية فرضت نفسها من جديد على العالم، وأن النصر قادم بفضل صمود الشعب وإرادته.
وكانت الشرطة الإسرائيلية قد فرضت قيودًا مشددة على فعاليات الذكرى، إذ طالبت بلدية سخنين بالسماح لعناصرها بالصعود إلى منصة المهرجان لمراقبة الكلمات، ومنعت رفع العلم الفلسطيني أو ترديد شعارات وطنية مثل "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين"، كما حاولت تحديد عدد المشاركين بألفي متظاهر فقط.
اقرأ أيضا
إحياء ذكرى هبّة القدس والأقصى.. رسالة وفاء للضحايا ودعوة للوحدة الوطنية
