في غزة، لا يُقاس الوقت بالساعات بل بعدد الغارات، ولا تُعدّ الأيام إلا بما خلفته من ضحايا وركام، ففي فجر الثلاثاء، دخلت الحرب عامها الثالث، بينما لا تزال الأمهات تبحثن عن أبنائهن تحت الأنقاض، والأطفال ينامون على أصوات القصف بدلًا من التهويدات.
ثلاثة أعوام من الألم، من النزوح، من فقدان الأحبة، من العيش في ظلال الخوف والدمار، وسط حصار خانق يمنع حتى الهواء من الوصول بسلام، ورغم كل الدعوات الدولية، لا تزال السماء تمطر نارًا، ولا تزال غزة تصمد، تنتظر أن تُفتح نافذة للسلام، ولو صغيرة، وسط جدران الموت التي تحاصرها من كل اتجاه.
تصعيد ميداني في غزة وخانيونس
شهدت مدينة غزة منذ ساعات الفجر سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي مكثف، استهدف أحياء سكنية ومناطق مأهولة بالنازحين، وأفادت مصادر محلية بأن المدفعية استهدفت حي النصر غربي المدينة، بالتزامن مع تفجير عربات مفخخة في حي الصبرة جنوبي غزة، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة وحالة من الهلع بين السكان.
كما تعرضت مناطق بطن السمين في خانيونس للقصف، إضافة إلى إطلاق نار من آليات عسكرية على منازل المدنيين في حيي تل الهوى والصبرة. وفي شمال غرب المدينة، سجلت انفجارات عنيفة في منطقتي الكرامة وأبراج المخابرات، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
منظمات دولية تطالب برفع الحصار وتسهيل المساعدات
دعت وكالة الأونروا صباح الثلاثاء إلى رفع الحصار المفروض على غزة، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم، مؤكدة أن هذا الإجراء بات ضرورة ملحة لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة.
من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر استعدادها للعمل كوسيط إنساني محايد للمساعدة في إعادة الرهائن والمحتجزين، مشددة على أن وقف إطلاق النار الدائم هو السبيل الوحيد لكسر دائرة الموت والدمار.
ترامب يشيد بتقدم المفاوضات في شرم الشيخ
في السياق السياسي، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن "تقدمًا كبيرًا يتحقق من أجل التوصل إلى اتفاق في غزة"، مشيدًا بتعامل حركة حماس خلال جلسات المفاوضات غير المباشرة التي انطلقت في شرم الشيخ.
ولمتابعة كل ما يخص "عرب 48" يُمكنك متابعة قناتنا الإخبارية على تلجرام
وأضاف:"لا أستطيع أن أتذكر أي دولة كانت سلبية بشأن هذا الأمر، الجميع يريد حدوثه، وعادةً عندما يريد الجميع، بمن فيهم حماس، حدوثه، فإنه سيحدث".
وانتهت أولى جولات المباحثات مساء الإثنين وسط أجواء إيجابية، فيما تتواصل اللقاءات غير المباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي برعاية أمريكية.
غزة بين نار الحرب وأمل التسوية
مع دخول الحرب عامها الثالث، تتزايد الضغوط الدولية لإنهاء الأزمة، وسط تصعيد ميداني ومعاناة إنسانية غير مسبوقة. وبينما تتواصل المفاوضات في شرم الشيخ، يبقى الأمل معقودًا على نجاح المساعي الدبلوماسية في وقف القتال، وفتح صفحة جديدة من الاستقرار في قطاع غزة.
طالع أيضًا:
الحرب على غزة| 94 ضحية خلال 48 ساعة ومفاوضات في شرم الشيخ لإنهاء الحرب