شدد الدكتور سليم بريك، المحاضر في العلوم السياسية، على وجود شرخ عميق في المجتمع الإسرائيلي بين مختلف المكونات، معتبراً أن الفوضى والانقسامات الحالية ليست قابلة للحل بين اليهود والعرب أو بين اليسار واليمين.
وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "يوم جديد"، على إذاعة الشمس، أن الأحداث الأخيرة كشفت الفجوة الكبيرة بين العائلات والمؤسسة الحاكمة، مع توجيه انتقادات لاذعة للقناة 14 ودورها في تفشي خطاب التحريض، -على حد قوله-.
وتابع: "الذاكرة القصيرة للجماهير البسيطة قد تمنح نتنياهو الفرصة للترويج لإنجازات سياسية كبرى لكنها لا تكفي لمحو الآثار النفسية العميقة التي خلفها هجوم 7 أكتوبر، والتي ستبقى في الذاكرة بعيدة الأمد، وهو ما ينعكس في استمرار ضعف شعبية نتنياهو رغم حملاته الإعلامية".
واستطرد: "الحكومة الإسرائيلية الحالية غارقة في الفساد والانفصال عن الشعب، حيث لا يظهر وزراؤها اهتمامًا بمشاعر المواطنين ومدى معاناتهم، وحالة الغضب والتوتر المستمرة ستؤدي إلى تصعيد احتجاجي مهم في المستقبل القريب".
عودة الأسرى.. نقطة تحول
وحول الاحتجاجات المتواصلة، قال "بريك" إن عود الأسرى والمختطفين قد تغيّر طبيعة هذه الحركات الاحتجاجية، مشيرًا إلى خوف بعض العائلات من الحكومة وتصاعد الغضب الشعبي بسبب الإهمال والفساد.
وحذر الدكتور سليم بريك من توجه الحكومة نحو سياسة فاشية تسيطر على مؤسسات الأمن، خصوصًا مع التوجهات القومية والدينية المتطرفة، ما يزيد من العداء حتى داخل المجتمعات اليهودية وتوسع دائرة الإقصاء العرقي والسياسي.
وفيما يتعلق بفتح لجنة تحقيق حول أحداث الحرب، يرى "بريك" أن الحكومة ستقاوم ذلك بشدة، معتبراً أن لجان التحقيق الرسمية التي تعينها الحكومة لا تفضي إلى تحقيق العدالة الحقيقية، وإنما تضمّد الجراح دون محاسبة.